سموّ الروح
”واعرض عن الجاهلين وقلْ سلامًا”
كلما سمت الروح مال الإنسان إلى العزلة… وتفتّحت بصيرته
الّتي هي منفذ الروح…
إذًا العزلة ليست دائمًا حالة سلبية…
إن الملهمين، والمفكرين، والمبدعين، الموهوبين، والناجحين أغلبهم يميل إلى العزلة… ليتفرغوا للخلق والإبداع… ويهتمون بعظائم الأمور ويترجمون عطاءاتهم بعيدًا عن اللهو، واللغو، مترفعين عن الصغائر…
إما بلوحة فنية، أو فكرة مثمرة،
أو إختراع، أو حل لمشكلة،
أو فعل خير…
_____العزلة السلبية _____
أما العزلة السلبية: تكون نتيجة عدم التكيف مع المحيط بسبب سوء التربية، أو حالة نفسية مثل الإحباط أو الكآبة، حيث يتقوقع الإنسان داخل معاني خاطئة…
__المعالجة النفسية للمعنى__
لقد تطوّر علم النفس الحديث،
وأصبح يعالج المعاني السلبية، للنفس… ويستبدلها بالمعاني الايجابية…
كيف ؟…
: كم من أناس تضيع حياتهم بسبب معتقد سلبي، فيعيشون متقوقعين داخله… مغلقين على أنفسهم… إلى أن يستفحل بهم المرض ويقضي عليهم…
___الموروث من المعاني___
على سبيل المثال لا الحصر
1:أناس يعتقدون أن الفتاة الّتي لم تتزوج… هذا يعني أن لديها مشكلة ما…
فتميل إلى العزلة حتّى تدمر نفسها…
وكل من حولها يساهم في هذا التدمير…
2:وفئة ثانية يعتقدون أن المطلقة، أو الأرملة، تجلبان العار إلى العائلة…
فتغلق الأبواب على نفسها، ويتضافر المجتمع من حولها في قطع أنفاسها…
3:وهناك أقوام يعتقدون بأن من لديه مشكلة صحّية… أو خلقية… هو إنسان غير مكتمل…
فيميل إلى العزلة… وتساهم العائلة والمحيط من حوله في تحطيمه…
بقصد… أو بغير قصد…
____إتقن صناعة نفسك___
لو تغيرت المعاني لدى هذه الشرائح الثلاثة…
: لجعلوا من المحنة… منحة…
وانطلقوا في آفاق الحياة كلٌ يبحث عن موهبة داخله…
أو فكرة، أو مشروع، فيضيفون إلى حياتهم معاني الأمل والتطوّر…
ويصنعون النجاح والتقدم…
وهكذا تتم المعالجة: بالمعاني الإيجابية.
أرأيت كيف أنك تصنع نفسك بنفسك…
فإما أن تعمرها… وإما أن تدمرها…
ولا تنسَ معاني الدين الاسلامي الّذي يعلمنا كيف نصنع حياتنا.
:”حين نتذكر تفاءلوا بالخير تجدوه…”
“ولا تقنطوا من رحمة الله”
ولا تطيروا”: أي لا تتشاءموا…
”وقل اعملوا فيسرى الله أعمالكم”
”ولكل امرءٍ ما نوى”…
” أي ما يفكر به من معاني” توضيح:
:”قديمًا كانوا يطيروا الطير فإذا طارت إلى جهة اليمين يتفاءلون ويقدمون على العمل الّذي يريدونه… وإذا اتّجه الطير نحو اليسار تشاءموا وامتنعوا عن الاقدام بأي عمل”
_موروث عن عرب الجاهلية_
أما عرب الجاهلية” فكانوا يئدون بناتهم وهن أحياء…
خشية أن تجلبن لهم العار…
فأخذنا عنهم هذا المفهوم المدمّر
فصارت البنت الّتي لم تتزوج تشكّل عبئًا على العائلة
إن لم نقل عارًا في اعتقادهم…
____موروث عن الفراعنة__
كان قدماء “المصريين” “الفراعنة” إذا مات الزوج يدفنون زوجته معه وهي حية…
وفي اعتقادهم: لا يجوز لها الحياة من بعده…
فأخذنا عنهم هذه المعاني السلبية واعتقدنا بأن الأرملة لا حياة لها بعد وفاة زوجها…
فتوصد العائلة من حولها الأبواب خوفًا عليها…
وتتجنّبها النساء خوفًا منها…
ويطمع الرجال في التقرّب إليها…
أرأيتم معي إلى أين أودت بنا هذه المعاني الخاطئة…
الّتي ورثناها جيلاً بعد جيل…
ليس من الغريب أن تسحق المرأة…
ولكن من الأغرب أن تنشأ على أنها خلقت من أجل ذلك…
وهي تحضن هذه المعاني السلبية راضية… أو رافضة…
في أغلب قرى الوطن العربي ونحن الآن في عام 2017 ميلادية…
____أنت تصنع نفسك _____
إن الحامض “النووي” هو المقود…
الجينات هي السائق…
فاعلم بأن المأكل والمشرب،
والمنامة، والملبس، والتفكر، والفرح، والحزن، والصوت، والضوء، والأشكال، والألوان، والماء، والهواء هي الّتي
: تشكّل البيئة المحيطة بك…
وهي الّتي بدورها ترسل إشارات إلى الجينات وتبرمجها…
فإذا كانت هذه المرسلات سلبية غير صحيحة…
تتأثر الجينات سلبًا، فتكون الأمراض البدنية أو النفسية أو السلوكية…
أما إذا كانت المرسلات إيجابية، تراعي الشروط الصحية، تتفاعل الجينات إيجابًا، فتكون الصحّة البدنية والنفسية، والسلوكية، والعقلية في أحسن حال…
إذًا أنت الّذي تصنع نفسك بيدك…
في السابق كانوا يرجعون كل مشكلة صحية إلى عامل الوراثة…
ولكن تبيّن أن عامل الوراثة جزء مساعد وليس كل شيء…
حيث أثبتت الأبحاث أن
: ما تصنعه في جيناتك…
تحصده في حياتك…
” إما سليم معافى البدن وإما مريض…
إما سوي النفس وإما مضطرب…
الأحوال…
__التدخين يساوي سرطان_
أثبتت الأبحاث أن التدخين
يتلف ثلاثين ألفًا من الجينات…
بحيث يصبح المدخن فريسة سهلة للسرطان…
أثبتت الأبحاث التالي:
إذا وجد إثنان من الجينات ضعيفة عند الأم…
كذلك وجد مثلها عند الأب…
فيرث الجنين هذه الجينات الأربع… الموجودة عند أبويه…
أصبح الاحتمال كبيرًا لإصابة
المولود بالسرطان…
هذا آخر ما توصّل إليه العلم لغاية هذا التاريخ…
وفوق كل ذي علم عليم…
وقل ربي زدني علمًا…
اكتب تعليقُا