ما قيلَ في تحريمِ الخمرِ

 قلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الفَوَاحِش، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطنَ والإثْمَ والفُسُوقَ والبَغِي.
 بِغَيْرِ الحَقِّ وَأنْ تُشْرِكُوا باللهِ مَا لَمْ يُنْزِلْ بِهِ سلطانٌ وأنْ تَقُولُوا عَلى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونِ.
 يسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسَرِ قُلْ: فِيهِمَا إثْمٌ وَمَنَافِعُ للنَّاسِ وَإثْمِهِمَا أَكْبَرُ مِنْ نِفْعِهِمَا.
 يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا، إنَّمَا الخَمرُ والمَيْسَرُ والأنصَابُ والأزلامُ رَجَسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فاجْتَنِبُوهُ لّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونً – إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أنْ يُوقِعَ بَيْنَكُم العَدَاوَةَ والبَغْضاءَ فِي الخَمْرِ والمَيْسَرِ ويَصُدُّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وعَنِ الصَّلَواةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون ؟ (سورة المائدة، 91)
 ﴿ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: “ومَا أَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانْتَهُوهُ ﴾.
رَوَاهُ الشَّخَانُ وأبو دَاوُودُ والتَّرمذي والنِّسَائي
﴿ كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وكُلُّ مًسْكِرٍ حَرَامٌ ﴾ حديثٌ صَحِيحٌ.

__ مَا قيلَ في الزّكاةِ والفقْرِ ___
 ليسَ مِنَ المَعْقولِ أنْ يَجْعَلَ اللهُ النَّاسَ جَميعَهُم أغْنِيَاءً، وإلاَّ فَقَدْنَا الفَلاّحَ والحَطَّابَ والبَنَّاءَ والحَمَّالَ والخ…
 لذَلِكَ فَرَضَ اللهُ الزَّكاةَ وَجَعَلَهَا نصيبَ الكادِحينَ لا يعْلوهُ غُبَارُ الصَّدَقّةِ بلْ حَقُّهُمُ الشَّرعي :
﴿ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حقٌّ مَعْلُومٌ لِلْمَسَائِلِ والمَحْرُومِ ﴾
 ﴿ والَّذِينَ يَكْنُزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم ﴾
 هَذِهِ عَدَالَةُ الإسْلامِ :
﴿ كَادَ الفَقْرُ أنْ يَكونَ كُفْرًا﴾
 ” أبُو بَكْرِ الصِدِّيقِ”، رضيَ اللهُ عَنْهُ، يُشْهَرُ الحَرْبَ علَى مَانِعي الزَّكاةِ، وَيَقولُ: لأقَاتِلَنَّ مَن فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ والزَّكاةٍ”
 وعُمَر بِنِ الخَطَّابِ” لَهُ صَرْخَةٌ مُدْويَّةٌ :
“لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْري مَا استَدْبَرْتُ لأخَذْتُ فُضولَ أمْوَالِ الأغْنِيَاءِ فَوَزَّعْتُهَا عَلَى النَّاس”.
 و”الإمَامُ عَلِي”، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يُسَلِّطُ سَيْفَهُ عَلَى صَانِعِي الفَقْرِ قَائِلاً: ” لَوْ كَانَ الفَقْرُ رَجُلاً لَقَطَعْتُ عُنقَهُ”.
 “وأبو ذر، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يُعْلِنُهَا مُجَلْجَلَةً :” عَجِيْتُ لِمَنْ يَجُوعُ ولَم يُشْهَرْ سَيْفَهُ”.
 وَ”مَعّاز بنُ جَبَل” رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ذَهَبَ حَاكِمًا الَى بِلاَدِ اليَمَنِ، فَجَمَعَ الزَّكَاةَ وَاَعْطَى كُلَّ عَامِلٍ ومُواطِنٍ مَصْروفَ سَنَةٍ كَامِلَةٍ فاسْتَغْنُوا جَمِيعًا.
 فَلا وَرَبُّكَ لا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَدْفَعُوا الزَّكاةَ “.
 أَيْنَ عّدَالَةُ الإسْلاَمِ المُعْتَدِلِ في عَصْرِنَا المَريرِ ؟
 نَحْنُ الآنَ مَعَ الدُكْتُورَةِ الألْمانيَّةِ : زيغريد هونك” تُحَدَّثْنَا بِكتَابِهَا “شَمْشُ العَرَبِ” المَطْبُوعِ سنَةَ 1964م : عَنِ المُسْتَشْفَيَاتِ في عَهْدِ الخَليفَةِ الرَّشيدِ في كتاب : “مِن مَريضٍ إلى ابْنِهِ” وَهُوَ : ابني الحبيبِ تَسْأَلُنِي إنْ كُنْتُ بِحَاجَةٍ الى نُقُودٍ ؟ فأخْبِرُكَ بأنَّني عِنْدَمَا أخْرُجُ مِن المُسْتشْفى سَيُعطُونَني ثَوبًا جَديدًا وخَمْسَ قِطَعٍ ذَهّبيَّةٍ حَتَّى لا أضْطَرَّ الى العَمَلِ حالَ خُروجِي مُبَاشَرةً، مَعَ العِلْمِ لَمَّا أخذوني بعْدَ سُقوطي… فحَصَني الطَّبِيبُ ثُّم أَخَذنِي المُمَرِّضُ فَحَمَّمَني وَأَلْبَسَني ثِيَابًا نَظيفَةً… هُنَاك يَا ابني نَسْمَعُ الموسيقَى والغِنَاءَ يَنْبَعِثَانِ مِنْ قَاعَةٍ مَا يُشْنِفُ آذَانَنَا ونُمْضي الوَقْتَ بالمُطَالَعَةِ المُفيدَةِ.
واليَومَ قَالَ ليَ الطَّبِيبُ بإمْكَاني النُّهوض صَبَاحًا والخُروجُ مِنَ المُسْتَشْفَى مُعَافًى.
 فَكُلُّ شَيْءٍ هُنَا جَمِيلٌ، الأَسِرَّةُ وَثيرَةٌ، وأغْطِيَتُهَا كالحَريرِ وفِي كُلِّ غُرْفَةٍ تَجِدِ المَاءَ جَاريَةً عَلَى أشْهَى مَا يَكُونُ، وَفي اللّيَالي القَارِصَةِ تُدَفّأُ كُلُّ الغرَفِ… أمَّا الطَّعَامُ، فَحَدِّثْ عَنْهُ ولا حَرَجٌ، فاسْرِعْ يَا بُنَيَّ بالمَجيءِ قَبْلَ أنْ تَحْمَرُّ دَجَاجَتي الأخيرة…”
 أمَّا حَاضِرُنَا المَريرِ :
فَنَحْنُ الآنَ نَعيشُ بَيْنَ جَاهِلٍ لا يَعْرِفُ الإسْلاَمَ… وَمُتَطَرِّفٍ لا يَفْهَمُهُ…2014م

___عَدالةُ العُظَمَاءِ في الإسْلامِ ___
 طافَ “أبو ذر الغفاري” على أغنِيَاءِ سورِيا فأّمَرَهم بِتَوْزيعِ أمْوَالِهِم على الشَّعْبِ.
 أمَّا الخَليفَةُ “أبي بَكْرٍ الصدّيق” أعلنَ في أوَلِ خُطْبَةٍ لَهُ :
 إنّي وُلّيتُ عَليْكُم وَلَسْتُ بِخَيْرِكُم. إنْ أحْسَنْتُ فأَعينوني. وإنْ أسَأتُ فَقَوِّموني. إنَّ الضّعيفَ فيكُم قَويٌّ عِندي حَتّى آخُذُ الحَقَّ لَهُ. وإنَّ القويَّ ضَعيفٌ عِنْدي حتَى آخُذُ الحَقَّ مِنْهُ.
 أطيعوني مَا أطَعْتُ اللهَ وَرَسُولَهُ فيكُم.
فإذَا عَصيتُ اللهَ فلا طَاعَةَ لي عَلَيْكُم…
_ على مَ تَنَافَس هؤلاءُ الحًكّامُ المسْلِمون الأبرّار ؟__
 ذَهَبَ “عُمر بن الخطّابِ” يَتَفَقَّدُ العَجوزَ المَريضَةَ… فَوَجَدَ عِنْدَهَا كُلَّ مَا تَحْتَاجُ إليْهِ… وَوَجَد الدّارَ نَظِيفَةً، فَرَجِعَ لِيَعودَ باكِرًا… فَوَجَدَ عِنْدَهَا “أبو بكْر الصّدِيق” يَخْدُمُها بِنَفْسِهِ وَيُصْلِحَ شؤونَها…فَتأمَّلوا رَوْعَةَ هَذِهِ المُنَافَسَةِ…
الكلمة الأخيرةُ لِوَزيرِ مَعَارفِ فَرنْسا
ألكونْت “دوري”
 يَقُولُ : “بَيْنَمَا أهْلُ أوروبَا تَائهُونَ فِي بَيْداءِ الجَهَالَةِ… لا يَرونَ الضَّوْءَ إلاَّ مِن “سُم الخّيَّاطِ”… إذْ سَطَعَ نورٌ قَويٌّ من جَانبِ الأمَّةِ الإسْلاميَّة مِن عُلومٍ، وآدابٍ وفلسفةٍ وصِناعَات، وَكَانَت مَدينَةُ بَغْدادَ، والبَصَرَةِ، وسَمَرقَنْدُ، وغَرنَاطَةُ، وقرطُبةُ، ودِمَشْق، والقيْروانُ، ومصْرُ، وتونُسُ مَراكِزًا عظيمةً لدَائرةِ الَمَعارفِ ومِنْهَا انتَشَرَ بَيْنَ الأمَمِ واغْتَنَمَ منْهَا أهْلُ أوروبا” في القرونِ الوسْطى مُكْتَشَفَات وصِنَاعَات وأقَامُوا أسَاسَ مَمَالِكِهم عَلى شَرَائعَ الإسْلامِ.
“دوري”