التفكر و التدبر

___التفكُّر والتدبُّر____
بسم الله الرحمن الرحيم
•”الرحمن علم القرآن، خلق الانسان، علمه البيان” (آية 1-2-3 سورة الرحمن)
•جاء في ترتيب الآية: الّتي تحضّ على تعليم القرآن أولاً، : أي “التفكُّر والتدبُّر، في كل شيء تراه، أو تفعله أو تقرأه…
•مثلاً: مركبة أقلت إنسانًا إلى شاطئ البحر، ولكن هذه المركبة لا تمشي في البحر…
فما الجدوى من ركوب المركبة بعد ذلك كان علينا أن نفكّر أولاً…
____خطوط حمراء____
*أمام العقل خطوط حمراء…
: إذا فكّر الإنسان بماهيه الإله
: فمن الأهم التفكّر في خلق الله…
فإنّ العقل أعجز من أن يحيط بذات الله…
ربما هلك أو أُصيب بالجنون…
•”أمن جعل الأرض قرارًا،
وجعل خلالها أنهارًا، وجعل لها رواسي” (سورة النمل آية 61).
” جعل الأرض قرارًا وهي تدور، فلا نشعر بدورانها بفعل الجاذبية.
وإلا فما الّذي يحملها وهي بدون عمدْ…
ولكن نرى آثارها من خلال تعاقب الليل والنهار، وفي اختلاف الفصول…
“توضيح : الوزن هو انجذاب الشيء نحو الأرض…
: إن جهاز التوازن لدى الإنسان: سائل في الأذن داخل قنوات ثلاث…
إذا إختلّ هذا السائل، يقع الأنسان “سبحان الله”

___الحاجة العليا ___
•ما لم تلبى هذه الحاجة العليا، لدى الإنسان من التفكُّر والتدبُّر يهلك ويضيع…
فإنّ هذه الحقيقة: عن حاجة وجوده، وعن التكاليف الّتي كلّفه الله بها…
•ما لم يبحث عنها، يهبط الإنسان عن مستوى إنسانيته…

____الناس ثلاث ____
1-رجلٌ يُعلّم
2-ورجلٌ يتعلّم
3-وهمجٌ رعاع
•أما العلماء فهم باقون ما بقي البشر…
•وأما الرعاع الهمج، فلم يستضيئوا بنور العلم، ويعيشوا مكفوفين في ظلام دائم…
_____العقل_____
: العقل قوّة إدراكية، إن لم تلبى هذه القوّة، يهبط الإنسان عن مستوى الإنسانيّة…
” “وما أنت بمسمع من في القبور”(سورة فاطر آية )28
: إنّ الجاهل كأنّه ميت ولا يمكن للإنسان أن يؤكّد ذاته، إلاّ
: بالعلم، والتفكُّر، والتدبُّر…

____مبادئ العقل____
•إن قوانين الكون:
إما سببية، أو غائبة، أو رفض التناقض…
•فإن العقل قائم على هذه المبادئ الثلاث:
1-مبدأ السببية
2-مبدأ الغائبة
3-مبدأ رفض التناقض
1-مبدأ السببية: فإن عقلك لا يفهم شيء بدون سبب مثلاً: إذا تركت البيت بدون نور، ثم عدت فوجدته منيرًا… عقلك لا يفهم شيء بدون سبب؟
ستسأل فورًا: من أنار البيت؟؟؟
وتبحث عن الفاعل…
2-مبدأ الغائية: إذ وجدت كوبًا على طاولتك ستسأل
: ما الغاية من وضعه هنا على طاولتك…
3-مبدأ رفض التناقض
: هل تصدّق إذا أحدًا
: قال لك أنه تواجد في “لبنان” وفي “أميركا” في ذات اللحظة…؟
حتمًا سترفض هذا القول جملةً وتفصيلاً.
•وهكذا تجد العقل بفطرته السوية، يرفض المتناقضات ولا يصدّقها…

___ثلاث دوائر للفهم___
1-دائرة المحسوسات
2-دائرة المعقولات
3-دائرة اليقين
1-: أما دائرة المحسوسات تتحقّق بواسطة الحواس الخمس…
وهي الأسرع في الفهم فحين ترى “النار” تقول على الفور: هذه نارٌ…
2-أما دائرة المعقولات
: فأداة الفهم فيها هي: أثر الشيء فحين ترى دخانًا متصاعدًا عن بعد، تفهم بأنّ هناك نار وإن لم ترها…
: حيث لا يوجد دخان بدون نارٌ.. وهكذا تستدلّ على الشيء من خلال أثره…
3-أما دائرة اليقين:
فتتحقّق عن طريق الاخباريات حيث غاب الشيء بعينه… وغاب الأثر…
: مثلاً: الملائكة، والجان، والجنة، والنار، واليوم الآخر…
فإن أداة اليقين فيها: الخبر الصادق
•فإذا غابت القضية الحسّية، والقضية الأثرية: يتبقّى لنا
: القضية الإخبارية
: إذًا نحن بحاجة الى الخبر الصادق…
•أي شيء عجز عقلنا عن فهمه أخبرنا الله به…
: عن طريق الوحي…
•مثل الوحي: كمثل النور للعين…
: فإن العين لا تُبصر بدون نور، ولا قيمة لها بدون ضوء، فلا ترى المرئيات من خلال ذاتها…
:كذلك العقل البشري،
: لا يمكنه الوصول إلى الحقيقة بدون وحي…
حيث يعيش في ظلام دامس، ويتوه في دائرة سوداء مغلقة…

_العقل الصريح والعقل التبريري_
1-العقل الصريح: يقودك إلى البحث عن الحقيقة…
2-أمّا العقل التبريري: بدون وحي يهلك صاحبه، وعندما يتّخذ قرارًا خاطئًا، فيكون عقله السّبب في هذا الجنوح…
1-العقل الصريح: يقودك إلى الفلاح…
2-والعقل التبريري: يعطى صاحبه القناعات بالفجور فيتمادى بالأخطاء ويجمّلها له…
1-بينما العقل الصريح: بالفطرة السوية، والواقع الموضوعي، يبحث عن الحقيقة، ويسعى إلى المكارم، والخيرات والتعلّم والتفكُّر والتدبُّر…
ويهتمّ بعظائم الأمور…
ويترفّع عن الصغائر…

___الإيمان والكبر____
•الجانب الأشراقي من “المخ”
: هو الجانب الّذي يستنتج، ويلهم الكاتب، والفنان والعالم…
•الكافر يقول: هل يُعقل أن
•الإنسان يتّصل بالله…
•والملائكة تكلّم الله…
في أيامنا هذه أصبح الاقناع أسهل، بعد التطوّر التكنولوجي…
أصبحت الحكاية معقولة جدًا…
: نحن أيضًا نرى ونكلّم أميركا في ثواني…
فإذا قسناها بالحاضر: فهي معقولة…
•وهي بنظر الكافر: معقولة..
أيضًا لكنها كبرياء، لأنّه لا يستطيع أن يتحمّل أن يكون أحد متفوّق عليه…
حيث أنّ الدين سيضع عليه إلتزامات…
فلا يستطيع أن يتصوّر أنه تابع لها…
•حتّى وإن كان تابعًا ؟ للنبي”
: فهو الكبر والعناد…
الكافر: غير متصوّر أحدًا أحسن منه…
•هو ليس كفر… ولا عدم تصديق ولكنه الكبر…
كما أبليس كلم ربنا:
فخاطب ربّه إبليس:
“لأزيننّ لهم في الأرض ولأغونهم أجمعين” (سورة الحجر آية 39)
•ثم تابع إبليس: في كلامه مع ربّه:
“: قال أنا خيرٌ منه خلقني من نار، وخلقته من طين” سورة الحجر آية 77
•ها هو إبليس يعترف بأن الله هو الخالق وبأن الله هو الإله ولكنه الكبر والخيلاء…
•مسألة كفر إبليس:كفر كبر وعناد ولم يكن كفر انكارًا…
بدليل كلّم ربّه وقال:
وقال رب فانظري إلى يوم يُبعثون” فردّ عليه ربّه:
: قال فإنك من المنظرين” (سورة الحجر آية 36)
•العالم يقول: كلما ازددت علمًا…
•أشعر أنني ازددت جهلاً…
حيث يرى عظمة الخالق في هذا الكون ودقّته وجماله ونظامه…
•الفيصل في قضية الكفر والايمان هي: الكبر والتواضع…

___لماذا نحن مسيّرون في بعض الأمور___
•لماذا لم يجعلنا ربّنا مختارين في كل شيء…
هناك أمور مسيرين بها مثل
: وظائف أعضاء الجسم…
•أراد الله أن يعزل أعضاء الجسم عن الامزجة فنوقفها ساعة نشاء ونشغلها متى نشاء…
فأبعدها عن منطقة الهوى والمزاج…
: فحررنا من هذه الوظائف،
: لنتفرّغ لما هو أعظم…
•والعظيم من ينشغل بأعظم الأمور… ويتأمل صنعة ربنا…
لذا جردنا من الهم في هذه الوظائف…
•رغم ذلك فإن الإنسان مشغول بهم بطنه…
•الله يقول: أؤمن لك عيشك فإنشغل بما هو اسمى…
وأبقى وأنفع…

____أيها الإنسان____
• فعّل الجانب الإشراقي في مخك…
: فتصل إلى اليقين والإيمان وإليكم تجربة شخصية حصلت معي:

____تجربة شخصية ____
•حصلت معي حين كنت في سنّ المراهقة، كنت أسمع والديّ يرددان هذه الجملة:
•في يوم الآخرة سوف يأتي كل فرد حامل كتابه بيده ويقف أمام الله ساعة الحساب…
بمعنى: سوف يحمل المخطوطة الّتي سُجلت عليها أعماله:
من حسنات وسيئات…
•فكنت أضحك في سرّي وأنا أخجل أو أخاف أن أصرح بما يجول في خاطري أمامهما..
كلّما سمعتهما يقولان هذه الجملة…
•كنت أفكّر وأتساءل:
ترى كم “جوال” سوف يحمل على ظهره كل فرد منا يوم “القيامة”؟…
إذا عاش أحدنا تسعون أو ماية سنة…
ولكن لما ظهر “الحاسوب”
ذلك الإختراع الرهيب آمنت بربّي وقلت لنفسي:
“إذا كان الإنسان وهو المخلوق جعل ذاكرة “الحاسوب” الّتي يسجّل عليه ملايين الأحداث هو عبارة عن شريحة رقيقة لا يزيد حجمها عن “سنتمتر”
ترى…
ألا يستطيع خالق المخلوق…
أن يجعل كتابنا الّذي تحمله يوم القيامة حجمه ملمتر…
أو ربما “فانتوملمتر” بحيث لا يُرى بالعين المجرّدة سبحان الله…
توضيح: جوال” أي كيس أو كما يطلقون عليه بالعامية “شوال”
•أما الفانتو ثانية:
فهي المساحة الزمنية بين انفصال واتصال “الذرة”…
الّتي اكتشفها العالم المصري “أحمد زويل”
ومعادلتها هي:
واحد على بليون من الميلون من الثانية
وقد تكلّمت في كتاب: “إعادة بناء شخصية الإنسان”
عن الفانتوثانية بالتفصيل وعن الميكروسكوب رباعي الأبعاد وعن أمور علمية كثيرة…

___غياب القضية الكبرى__
الدين
•في العالم كلّه، ولدى الشباب خاصّة، تجد فراغًا دينيًا…
: تحدّي وفراغ نفسي في الشّخصية، فراغ في المخ، حيث غاب الاستشراف والتنوير، وفٌقد الاستشراق الإيماني… فغابت القضية الكبرى…ألا وهي الدين…
•السّبب في ذلك: المؤسسات الدينية…الّتي ما زالت تقليدية تلقينية… في التخاطب، بأسلوب الترهيب والترغيب …
مُعظمها يقتصر على العبادات والغيبيات…
: إن المؤسسات الدينية لم تتنبّه لهذا الأمر، ولم تواكب ما يقتضيه هذا العصر الرقمي،
وما يطلبه: من اختصار وسرعة، في أسلوب علمي يعتمد على البراهين الحسّية أولاً ثم بعدها،
تأتي العبادات والغيبيات…
” إن الدعاة الّذين يجمعون بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية كالطب، والهندسة، وعلم الفلك، والتنمية البشرية… مثل الدكتور “راتب النابلسي” والدكتور “زغلول النجار” و”طارق سويدان” والدكتور “مصطفى محمود” وغيرهم قلّة من اعتمدوا الأسلوب العلمي في التخاطب…
: إن الشباب في عصرنا الحاضر، تعود على الموضوعية، والنظرة العلمية التحليلية،والبراهين الحسّية…

___ضياع الشّباب____
•الشّباب يجد أن المجتمع فاشل: فشلت الشيوعية، فشلت الرأسمالية، فوجد نفسه معزولاً وحيدًا، فصار يقول:
: أنا الله…
ويرى نفسه وحده صح…
وهو يتخبّط في غيابات جهله، ومتاهات رغباته المتضاربة…
: فظهرت جماعة “عبادة الشيطان” “والمنظمة الماسونية” و”شهود يهوى”
“والهيبيز” والمخدرات الّتي أفرزت فكرة “الانتحار الجماعي”…
: كل هذا ناتج عن فراغ في الانتماء، وغياب القضية الكبرى ألا وهي: الدين

___الإيمان والتوحيد__
•ما اكّد عليه “القرآن” شديد البساطة:
: حيث يرد كل الميزات والقوى إلى الله…
فإن قوله:
“أعوذ بك منك”
: تخلع كل شيء من نفسي ومن حولي، ويبقى الاتصال مباشر بين العبد وبين الإله…

____ لمن الأمر _____
•قال الصحابة:
: أغثنا يا رسول الله
: فرد عليهم الرسول محمد عليه السلام:
“لا أملك لنفسي ضرًا ولا نفعًا”
•وكان كلام الله للنبي محمد عليه السلام
:”ليس لك من الأمر شيء”
:”ليس من شفيع إلا من بعد إذني”…

___لا إله إلا الله_____
•لا إله إلاّ الله: تتحوّل عند المؤمن إلى أخلاق وسلوك…
: المؤمن: أقوى، وأكمل، وأفضل، ذلك نتيجة شمائل خلقية، وشيم سلوكية…
: فلا غرور، ولا خيلاء،
: بل ربي بك أصول، وبك أجول: ولا زهو…
ولا فضل لي:
بل علي أن أجتهد فقط، وأبذل كل ما في وسعي، من سعى وكفاح…
أما التوفيق فمن الله الّذي قدرني إلى:
لا إله إلاّ الله
•فحررني من الشّخصية الضائعة المشتتة وجعل عندي شخصية
:المؤمن لا مُهيمن عليه، ولا سلطة غير سلطان الله” فإن محطّات…
شخصية العبد محرّرة مثل المسبحة
: مربوطة في بعضها، ببساطة شديدة في كلمات هي الدين كلّه
: لا إله إلاّ الله”