ثلاث بثلاث في ثلاث

رحلة بين العقل والقلب والنفس
حقوق الطبع محفوظة للكاتبة
الكتاب الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء

إذا تقرب مني عبدي:كنت
سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به،
ويده الّتي يبطش بها،
وقدمه الّتي يمشي بها،
وشسع نعله.
“أي رباط نعله”
_____ تعريف _____
•إن الغدر لأهل الوفاء
غدر إلى الله…
•وإن الوفاء لأهل الغدر
غدر إلى الله…
•نريد قلوبًا تخشع…
•ولا نريد رقابًا تخضع…

_____ تمهيد _____

•ألذين ضل سعيهم في الحياة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا
•أمن العدل أن تطلق وحوشهم وأن تقيد أُسدي..
•زمن أُطلقت خوانه…
والمومسات تسوسه…

_____ مدخل _____
•كاد الحليم أن يكون نبيًا…
•فما عرف البلاغة ذو بيانٍ إن لم يتخذك له كتابَ
•مناء: المقصود
الحرم: حرم مناء بين السماوات السبع والأراضي السبع…

¬¬¬¬¬

_____المقدمة ____
فكرتي
•إنّ هذه المدرسة الحديثة المبتكرة…إستوحيت فكرتها من واقع عصرنا الرّقمي…عصر السّرعة… حيث باتَ من الصّعب جدًا على القارئ، أن يطلع على خمسماية صفحةٍ تسردُ موضوعًا واحدًا…
•لذلك صمّمت أن أثقّف القارئ ببضع صفحاتٍ، لعديد من المواضيع المختلفة، الّتي باتت مُشكلة
عصر “التِّقَنَةِ” والأجهزة الرّقمية فجاءت كتبي على هذا الأسلوب السّهل المــُمتنع… واللهُ الْموفّق…

أُلفة زيلع

ليس الإنسان إلا سلوك
•لا أريد الولوج في مدخل الفلسفة، وتفسيراتها عن العلاقة بين العقل، والقلب والنفس…
وماهية الإنسان: هل هو عقل أم قلب أم نفس…
•ان ما يؤرقني في هذا الأمر الإطار السلوكي الناتج عن العقل والقلب والنفس حيث أن النتيجة السلوكية: تبحث عن السلوك والنظرة الظاهرية: تبحث عن الأسباب.

___ألعقول___
•وأما العقل فهو ثلاثة أصناف:
1/عقل راجح: ثاقب الهدف، بعيد الرؤيا، منهجي التخطيط، منطقي التسلسل، يتمتع بغاية نبيلة، يضع الأمور في أطرها المناسبة…
2/وعقل متأرجح: بين من يأخذه يمنة، ومن يذهب به يسرى…
زائغ الهدف، غير مستقرّ على فكر محدد…
كمن يجلس في أرجوحة فمرة إلى الأمام، وطورًا الى الوراء…
3/وعقل أضاع البوصلة: محدود النشاط الفكري، عديم الخبرة لا تعرف له حال أو وجهة، خشبي الطبع، صلب المزاج…
كأنه “مومياء محنطة” تقول لك: كان هناك إنسان لا حول له ولا قوة…
بل ربما أو غالبًا ما يؤذي أحب الناس إليه بجهله، وبيباسة عقله في أكثر الأحوال…

____القلوب____
1/•قلب سليم: لا يقدم إلا العطاء، ولا يحب إلا الخير… دائم البحث عن بيئة نظيفة خالية من الغش، والرياء… والنفاق ولا ينسجم إلا مع أهل المكارم…
2/•وقلب مريض: يجمع بين محبة وكراهية… ومعاصي ومكارم…
3/•وقلب ميت: قاسي لا حياة فيه، سوى الشهوات والشبهات والمظاهر المحرمات، هكذا يكون قلب الكافر والمنافق
•”قل ضربنا على قلوبهم بما كانوا يكسبون”

•”مستحيل أن يجتمع القلب على حبين”: أي حب الخير وحب الشرّ معًا…
•”تعرض الفتن على القلوب عودًا عودًا كعود الحصير”

____النفوس____
•إن الإكثار من النوم، والطعام، والرفاهية، واللهو، تميت العقل: والقلب والنفس…
•”إن محل نظر ربنا في العقل، والقلب والنفس أثناء الخلوات”…
•”إن تذكية النفس، أصعب من معالجة الأبدان للإنسان نفسه…
•خيرٌ للنفس عصيانها…
1/أما النفس المطمئنة: يظهر على صاحبها الهدوء، والراحة الداخلية، والسكينة، وبياض ونور في الوجه، وسهولة في الرزق، وسعة في الصدر ومحبة الناس…
2/•وأما النفس اللوامة: الّتي تخطئ ثم تعود فتحاسب صاحبها، وتعيده إلى الصواب…
3/•وأما النفس الفاجرة: فقد وصفها الله في القرآن:
“ونفس وما سواها، فألهمها فجورها، وتقواها: “سورة الشمس آية “7-8”
هذه النفس الفاجرة: تبدو عليها العدوانية، وضيق الصدر، والعنف، وسواد الوجه وكراهية الناس لها، وضيق في الرزق…
__ترويض النفس__
•التخلية قبل التحلية كيف؟؟؟
: أن أتخلى عن الصفات الرديئة، وأفسح المجال في صدري لأتحلى بالصدق، والأمانة، والإخلاص، وفعل الخير… وسعة الصدر…
•وهكذا نكون المحصلة تسعة محاور…
ثلاثٌ بثلاث، في ثلاث…
يتأرجح الإنسان بينها:
إما سعيد… وإما ما بين وبين… وإما شقي…
•فاختار ولا تحتار… لا يوجد منطقة وسطى، بين الجنة والنار…

_بين الموهبة واللاوعي_
•سئلت مرّة كيف تكتبين… وكيف تستدعين الأفكار…
•المسألة أن الأفكار تأتيني عبر اللاوعي…
ولست أنا الّتي أطلبها… بل تلح علي وتقلق منامي، إلى أن أسجلها على الورق… ليلاً ونهارًا أو في أي وقت لحظوي والا رحلت بغير رجعة تمامًا كأنها طفل صغيرٌ يستيقظ في منتصف الليل، ويلح في طلب حاجته… ويقلق منام أمه إلى أن تلبي طلبه وتأخذه بين يديها…
وتعطيه كل ما يريد وهي نصف نائمة…
•أما الكتابة الواعية تأتي في المرحلة الثانية في ترتيب الأفكار، والتسلسل المنطقي، البلاغة الموجزة، والصور المعبرة… والمخيلة الّتي لا حدود لها…
•تمامًا كما هو الحال معي
أثناء الرسم
غالبًا ما أقف أمام “الشاشة النقية” والريشة، والألوان، خالية الذهن من أية فكرة مسبقة…
وإذا بالخطوط والأشكال والألوان تملأ المساحات
وتهطل أمامي كزخات المطر…
فأتسابق معها في تشكيلها قبل أن يتوقف الغيث…
إنه الإلهام من عند الله، هو أمرٌ لا إرادي في البداية…
•أما تفسيره العلمي:
فإن ملايين الخلايا تضيء في الدماع أثنـاء بـــزوغ

الومضات الملهِمة عبر الجينات…

_الجينات الوراثية__
•غالبًا ما يكون الأمر وراثي بحيث تجد معظم أفراد العائلة مفكرين…
أو أغلبهم رسامين… أو أكثرهم موسيقيين… حتّى من قبل الدراسة يظهر لمعان الموهبة… في سن الطفولة المبكرة…
•أما التثقيف الذاتي والخبرة والعلم هي عناصر مهمه بعد وجود الموهبة…

____بصمة فارقة____
•أما النقطة الفارقة: تفيد بأن العلم وحده بغير موهبة يصنع رسامًا ولا يشكل فنانًا…
•كذلك يقدم ناظمًا ولا يُلهم شاعرًا…
وترى مؤدي للألحان ولكن لا تستمتع بتطريب أو شجن كالموهوب بالحس العالي…
“فإن المغنية فيروز أطربتنا عندما غنّت “للسراج والسياج والدراج”
•أما وقد إجتمعت الموهبة مع الثقافة فهنا الخلق والإبداع والإلهام من عند الله في التجويد…
مثل قصيدة “ولد الهدى” فالكائنات ضياء، للفنانة أم كلثوم
•وأما ترتيب الأولويات في رأيي:
•الأخلاق أولاً…
•والموهبة ثانيًا…
•والعلم والتثقيف الذاتي ثالثًا…
•فإذا لم نجعل القيادة المطلقة للأخلاق … وأعطيناها للعلم
1/ والموهبة فحسب…
2/فهنا تكمن الكارثة…
3/ أنها “القوة الناعمة”: قوة هذا العصر…
4/فإما أن تكون مُعمرة أو تكون مُدمرة…
5/فإن أخوف ما أخاف على 6/ أُمّتي:
7/ منافق عليم “اللسان” أو مُلهم
8/ أو مُبدع أو فنان”…
بين المعرفة والمعلومة والخبر
•لا شك في أن المعلومة أو الخبر تأتيك عبر الشبكة الفضائية في أية لحظة…

ولا ريب في أن العالم أصبح عبارة عن “حاسوب” و”محمول”
لا يزيد حجمه عن “كف اليد”… كما صار من السّهل تشخيص الأمراض وإجراء العمليات الجراحية باختصار المسافات فأضحت تدار “بالمنظار” عبر “الانسان الآلي” بشكل فوري…
•كل هذا التقدّم التقني أمر رائع ولكن المعرفة غير المعلومة…
فالمعلومة: آنية عبر “الشبكة الفضائية”
ولكن المعرفة: هي أن تصنع أنت فكرًا جديدًا… وأن تصيغ ثقافة… بالاعتماد على حضارة خاصة بك… ومن موسوعتك الذاتية…
ويكون لديك امكانية التحليل والتعليق على الخبر… والبناء عليه…
•فإن القدرة التعليمية والثقافة العلمية صيغتان مهمتان جدًا لا يجوز إغفالهما…

___الفوضى الكونية___
•إن وسائل الإعلام العربية أغلبها عبارة عن أبواق تبث على “هواء” هواها… وكلٌ يغني على ليلاه…
في دخان الطاقة العلمية للإعلام الّذي لا يعطي إلا غبارًا ورمادًا في العيون والنفوس والرؤوس
فلا دراسة ولا توثيق ولا رقابة ولا مرجعية تمرّ عبرها – لتنقيتها…
قبل أن تبث العشوائيات على مسامعنا…وأمام أبصارنا… إلا من رحم ربي
إن العظماء، والناجحين في مختلف المجالات،
العلمية، والتجارية، والفنية، والعملية، والإعلامية لم يظهروا فجأة بصورة وصوت صدفة…
إن ضمانات البقاء ليست سهلة تأتي في طفرة إعلامية، فالبناء القوي لا يقوم إلا على اسس متينة، وعميقة، وسخية في مكوناتها، مع استمرار العطاء
وإن بعد رحيلهم تظل الانسانية متحضرة ومنعمة في ظلّ ما أنجزوه من نجاحات وعطاءات…
هؤلاء العظماء…
•فرق كبير بين الحصول على المعلومة، وبين من ثابر، وسهر ودأب، وتابع في اكتشاف أو اختراع هذه المعلومة، وبذل كل ما في وسعه من مال، وعمر، وزمن، وصحّة ليقدمها لنا في لمسة… محمول…

الاختصاص والتفكير
•ما علاقة الاختصاص التعليمي بطريقة التفكير؟
•وما علاقة التعلم بالتطرّف الفكري إلى أقصى التفلت أو إلى أدنى التزمت…
•هناك فكر علمي متلقي مبني على المسلمات… والمنطق الرياضي
•وهناك فكر نقدي إبداعي وتحليلي…
•إن الكليات العلمية التطبيقية مثل: “الطب والهندسة” هي في بداية الأمر لا يدخلها إلا ذوي الذكاء العالي والقدرات الفائقة على التحصيل وقوة التحمّل…
فمنذ مرحلة التعليم السنوي لغاية الجامعة طوال هذه السنوات من تلك المرحلة العمرية المهمة في تنمية وتكوين دماغ الطالب…
يقضي طوال النهار وهذيع كبير من الليل في التحصيل العلمي…
ويكون متلقي: إحفظ تنجح… ثم إنسى ما درست…
فهم يمضون طوال هذه السنوات في قولبة الإجابات… والنتائج الحتمية لها عند الجميع بحيث تكون واحدة… إما صح وإما غلط… فإن المسلمات “الهندسية”… لا ثالث لها…
معتمدة اعتمادًا كليًا على التفكير المنطقي في أعمال المخ الأيسر من الدماغ الخاص بالمنطق الحسابي العلمي الّذي ينشط إلى أبعد الحدود في التفوق وبذلك يكون إهمال المخ الأيمن المسؤول عن الذكاء العاطفي في الدماغ… فلا يوجد في منهجهم احتمالات مثل تقريبًا. ولا ربما، ولا أقل، ولا أكثر، ولا ماذا وراء ذلك؟؟؟…
ولا إلى ما تؤول إليه الأمور؟؟؟ ولا لماذا حصل في هذا التوقيت؟؟؟
ولا إلى أين يريد أن يصل، ولا لماذا هذي قبل تلك…
•بناءً على ما تقدم نجد أن الفكر النقدي ومهارة الإبداع التحليلي قد أهملت طوال سنوات الدراسة العلمية…
•لذا تجد “الطبيب” أو “المهندس” ليس لديه رغبة الحوار أو النقاش أو التحليل خارج تخصّصه…
فهو إما موافق، وإما رافض، حيث لا يحب الغوص في تفاصيل الأمور الغير علمية…
برغم قوة ذكائهم وقدرتهم على التحصيل العلمي والمثابرة.

____قصّة واقعية ____
•لكم سمعنا بقصص “المقاولين” مع المهندسين وزجهم في السجون نتيجة قلّة خبرة المهندس في دهاليز النصب والإحتيال ودواوين الكذب…
•منذ مدّة وجيزة تكلمت مهندسة عبر وسائل الإعلام المصري: عن عملية خداع… تعرّضت لها من قبل مقاول للبناء…
فكانت نتيجتها أن حكم القاضي عليها بالسجن بضع سنوات ولما سألوها عن العبرة الّتي استخلصتها من هذا الدرس؟؟؟
قالت: حين قالت لي ابنتي أحب أن أكون مهندسة مثلك…
قلت لها: أولاً تعلّمي الفكر النقدي وحللي ودققي في كل كلمة تسمعينها…
واحذري من الالتفاق والمواربة والخداع قبل أن تصبحي مهندسة…

علاقة التخصّص بالتطرّف
•تمّ استبيان في أميركا، عن المتطرفين والإرهابيين في عدّة دول…
•فكانت النتيجة 55% منهم “أطباء ومهندسين”… حيث يسهل التأثير العاطفي عليهم خصوصًا حين يربطون بين الفكر الديني والتطرّف، فيقدمونه لهم على أنهم منقذي الأمة، وأنهم قادة العالم في تفوقهم هذا…
فيسيطروا عليهم بفكر الجماعة النفسي، وبأنهم السند الوحيد لهم…
ويظلوا ينفخون في ذواتهم “بلون” “الأنا” إلى أن تتضخم ويفجرون انفسهم، وهم على يقين بأن بينهم وبين “الحور العين” كبسة زر”…

___همسة___
•همسة إلى متخصصي المواد العلمية عامة…
أن يثقفوا أنفسهم في دورات، للتنمية البشرية، والثقة بالنفس، حتى يحصلوا على توازن فكري وإبداع نقدي تحليلي…وهكذا تكونوا أنتم المتفوقون دائمًا…
وإليكم قصّة نيوتن عالم الفيزياء والرياضيات…
: كيف أن العلم يأخذ صاحبه بعيدًا ويعلو به عن التفاصيل البسيطة وهي لاشك مهمة…
حيث يكون غارقًا في حلّ المعضلات من المسائل العلمية العويصة…

___نيوتن___
•عالم انكليزيي ولد عام 1644م وتوفي 1727م.
•عالم “فيزياء” و”رياضيات” كان “رئيس الجمعية الملكية، وعضو البرلمان الانكليزي، ورئيس الدراسات العلمية الملكية”…
•وأستاذ في “جامعة كمبرج” اصدر كتاب عن “أصول الرياضيات” للفلسفة الطبيعية…
صاغ قوانين: “الحركة… وقانون الجذب العام…
ولديه نظريات: عن “الألوان وقانون التبريد وسرعة الصوت”
•هذا العالم له قصّة ظريفة مع القطط…
ربما لا تصدق:…
•حيث كان يقتني قطة كبيرة…
فجعل لها “كوة” في أسفل الباب الخارجي لتخرج وتدخل من وإلى البيت دونما ازعاجه…
•إلى هنا والموضوع عادي جدًا بل ربما لا داعي لذكره.. ولكن حين انجبت “الهرة” الكبيرة ثلاثة جرار صغار جعل لهن ثلاث فتحات صغيرة في أسفل الباب إلى جانب الفتحة الكبيرة الخاصة بالأم…
•ألم تلاحظوا شيئًا غريبًا فعله نيوتن؟…
أو ليس بإمكان الجرار الصغار أن تعبرن من الكوة الكبيرة الخاصة بالأم؟
ولا داعي لهذه الفتحات الثلاث لهن…
ولكن عبقرية “نيوتن” لم تكشف له ذلك… ولا خطر بباله وظنّ أن كل هرّة تحتاج فتحة خاصة بها…
ولم يدرك بأن جميع القطط بامكانها المرور عبر الكوة الكبيرة…
•تأملوا كيف تكون العبقرية منصرفة للعلم والابداع ومنفصلة تماما عن العالم الخارجي…
انظروا إلى أين وصلت العبقرية وبصاحبها…
•هذا حال صفوة القوم… يهتمون بعظائم الأمور… وتغيب عنهم الأشياء البسيطة والتفاصيل رغم اهميتها في سلوكياتها ونتائجها علينا…