وُلوج الـمُسافرين

الكتاب الثّاني عشر

___تعريف ___
• الأمر شورة
• الـمُستشير مُعان
• الـمُستشار مُؤتمن
• حين تستشير مؤمنًا كأنك تنقي العسل من الخلية
• ولا تُطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه
فلا تستشر خائنًا
_____ مدخل _____

يا خير خلق الله
•أتيتَ والناسُ فوضَّى
إذا مررت بِهم
فلا تجدُهُم الا صَنَمًا
قد هامَ في صَنَمِ
_____ تمهيد _____

•اللهم أَجِرني من عبادك أجمعين يا خيرَ مُجير
•واغفر لي ذنبي كلّه
دقه وجُله
علانيته وسرّه
•ولا تُخزني يوم يُبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون
الا من أتى الله بقلبٍ سليم: (سورة الشعراء)

_____ الزمن _____
: الزمن بضعٌ منك
• فإذا انقضى بضعٌ منه
• إنقضى بضعٌ منك
___الزمن أربعة____
1: الزمن الرياضي
2: الزمن البيولوجي
3: الزمن النفسي
4: وزمن الإنجاز
___الزمن الرياضي__
1: الكل يتساوى في مسألة العدد والحساب…
: بحيث لا تزيد ساعتك عن ساعتي… ولا تنقص…
: ولا شهرك عن شهري
: ولا سنتك عن سنتي مُطلقًا
__الزمن البيولوجي__
2: هو مراحل الحياة التي يمرّ بها الإنسان كما صنفها العلم…
: إذ تبدأ من مرحلة الولادة، فالطفولة، ثمّ الفتوة، بعدها الشباب، تليها الشيخوخة، وآخرها الموت…
هذه المراحل تكون مُتشابهة لدى الجميع من حيث التصنيف الطبي…
ولكن الواقع الصحّي أحيانًا يكون غير ذلك… كيف؟؟؟
: حيث تجد شابًا في مُقتبل العمر
• وقد شاخت صحّته…
• واضطربت نفسه…
• وهرم فكره وترهلت هِمته…
” كما وإن هناك شيخٌ في السبعين:
• معافى البدن
•سوي النفس
• مُتقد الذهن…
• عالي الهمّة…
: إن الزمن البيولوجي يختلف بإختلاف نمط الحياة التي نعيشها داخل ظروفنا وطريقة تفاعلنا مع مُتغيراتها…
ومدى إهتمامنا بسلامتنا الصحّية والنفسية والعقلية والفكرية وبقدر إمكانية التكيّف معها…

___الزمن النفسي ___
3: يتقلّب مع الظروف والمشاعر حيثما تلونت…
: فإن الساعة تمرّ على المريض وكأنها سنة…
: بينما السليم المعافى فلا يشعر بمرور الوقت…
: كذلك بتباطؤ الوقت على الجائع ألـمًا…
: بينما الشبعان لا يأبه بالزمن طال أم قصُر…
: وأما الجلوس مع من لا نرغب يكون ثقيلاً مملاً طويلاً
: لكن البقاء مع من نحب تمرّ علينا السنة وكأنها ثانية…

___السيدة عائشة____
: كانت السيدة عائشة زوج الرسول عليه السلام تقرأ آية من القرآن:
فتركها ابن أختها وذهب الى السّوق…
ثمّ عاد فوجدها ما زالت
: تقرأ  الآية ذاتها…
ولم تشعر بمرور الوقت الطويل الذي مرّ وهي
تجلس مع من تُحب…
وتسعد بصحبة القرآن…

____ زمن الإنجاز ____
4: وأما زمن الإنجاز:
فالإنسان مشروع مستقبلي…وليس للإنسان إلا ما سعى…
فلكل إنسان قيمه: بقدر ما لديه من قامة وقيم…
: هناك من يُضيّع وقته وماله وصحّته في التسليه والسخافات الفارغة، مُتبلد الحسّ لا قيمة للوقت عنده، غارقٌ في إملاقِ المعاني…
: فيعيش ويموت وكأنه مُجرد رقم أضيف الى التعداد السكاني ليس الا…
وكأنه شيئًا لم يكن…
: وهناك من يُفيد ويستفيد من كل لحظة يعيشها في العطاء والبناء والتعلّم
وصُنع النجاحات وإتقان الإنجازات ولا يغفل عن العبادات…

____ يوم القيامة____
• روىَ ابنُ حِيَّانَ والترمزى في جامِعهِ
: أن رسول الله صل الله عليه وسلّم قال
: لا تزولُ قَدَمُ عبدٍ يوم القيامةِ حتَّى يُسأل عن أربعٍ
1: عن عُمرِه فيما أفناهُ…؟
2: وجسدِهِ فيما أبلاهُ…؟
3: وعن علمِهِ ماذا عَمِلَ فيه؟…
4: وعن مالهِ من أين إكتسبَهُ؟
: وفيما أنفقَهُ؟

__ للمال أوجه مُختلفة__
1: يُكتسب من حلال ويُنفق في حرام…
2: ويُكتسب من حرام وينفق في حلال…
3: ويُكتسب من حرام ويُنفق في حرام…
4: أو يُكتسب من حلال ويُنفق في حلال…

__الحكاية الاجتماعية__
•إن الحبكة تتمحور في مثلّث الأضلاع الإجتماعية الأزلية الأبدية فتتمثّل دائمًا في هؤلاء الشخصيات الثلاث
: الجاني، والضحية، والمنقذ…
تجدها مترابطة وإن كانت مُتناقضة في التركيبة البنيوية
: فهي في حالة تلاقي في الخصائص
كيف؟: إن شخصية الضحية المازوشية: التي تبحث دائمًا وتتلذّذ بالتعذيب من قِبل الطرف الآخر، هي مُستعدة للتضحية في سبيل من سواها مهما كلّفها الأمر فتظهر أمامها في الحال
: شخصية الجاني التي تعتدي باستمرار على حقوق الغير سواءً
: كانت مادية، أو معنوية، أو عاطفية، أو اجتماعية…
: ومتى التقت هاتان الشخصيتان
: الجاني والضحية…
” تجد شخصية ثالثة تنبثق على الفور ألا وهي
: شخصية المنقذ التي تتدخّل على الفور لردع الظالم وانصاف المغبون وهي جاهزة لتقديم أي نوع من المساعدات مهما كلّفها الأمر وهنا تجتمع أضلاع القصة البشرية الثلاثة…
في تلاقي شرطيّ…
إلا من رحم ربي…
___الشخصية النامية__
: أما الشخصية النامية تتمتّع بعدّة أوجه، وسيعة ثرية، تمتاز بميول مُختلفة، ومزايا مُلفتة غالبًا ما تكون محايدة تعرف حقوقها ولا تقترب من ممتلكات الغير على اختلاف أنواعها…
: يتوهّج صاحبها بكل ومضة تُنير في رأسه فيتجلّى أمامه نصف العالم عند اللحظة الحاسمة
: في إضاءة لتسجيلها بدقّة كآلة التصوير التي تلتقط اللحظة الـمُختلفة والـمُهمة بِحرفية وتمكن وتقنية عالية
: بينما يمرّ بها كثيرون
بدون إلتفاتة ولا يأبه بها أحدٌ غيره وهنا يكمن سرّ الكاتب المبدع المميز عن غيره وهذا دلالة على توهّج العقل والتنوير.

___مناخ الكتاب____
• نلاحظ في بعض البلاد العربية حيرة تلامس وجدان الكاتب بمعنى: أنه يعيش وسط نظام قمعيّ… فيسال نفسه ماذا أفعل والبلد هكذا…
: فنجد بعضهم يتماهى في الخيال…
وأناس تسرح في الماورائيات…
وكثير منهم يهرب الى الوراء حيث التاريخ العتيد والنصر المجيد…
ثمّ تجد فئة تُطبل خوفًا…
وقليلٌ يعترض… وغيرهم يسخر… ونخبة تعالج وتضع الحلول وتقدم الدواء…
: غالبًا ما تكون حقوقها مغبونة وهي بعيدة عن الأضواء.

___فن إدارة الذات____
: سابقًا تناولت بحثًا “عن فن إدارة الأزمات” في كتابي:”إعادة بناء شخصية الإنسان” وبينت كيفية سبر أغوار المحنة وإستخراج المنحة من أعماقها…
: أما الآن فألامس فن إدارة الذات … كيف…
: فالإنسان بدون هدف كمن يمخر في “باخرة” وسط البحر ولا يرى الشاطئ وهو
: حائر في أي إتجاه يسير؟؟؟
: أما إذا رأى البرّ يتّجه بسرعة نحوه…
: فإذا كانت المركب في عرض البحر والموج عالٍ
: فلا يستطيع أن يتحكّم في البحر…: ولكنه يتمكّن
من تغير إتجاه الشراع والمجذاف…

___هدف استراتيجي__
: لا شكّ أن هناك عقبات داخلية تحدّد إمكانياتي أما الخارجية فأستبعدها، إذًا كيف أديرها… : عليّ أن
أركّز في الممكن وأترك الصعب…
: كذلك بمقدروي تخطيط وصياغة هدف إستراتيجي لشخصي: أوظف فيه قدراتي المتاحة في مراحل زمنية تطول أو تقصر بحسب الحاجة فإن النجاح هو مجموعة محاولات نأخذ منها الخبرة فنصل الى الهدف…
: أما الذين يعيشون على الهامش، ويستسهلون كل شيء في الحياة…
: فهم أموات: وإن كانوا يأكلون ويشربون ويتكاثرون…
: وفي النهاية؟؟؟ حظهم سيندبون…
والذين وصفهم الله في كتابه
: “فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون”( سورة المنافقون آية 3)
: الفقه: التفكّر: يفقهون يتفكّرون…
: في القلب عمليات عقلية ومدركات حسّية: لذا جاءت: فطُبع على قلوبهم
: الفرق بين النهضوي والكسول
: هو أن الأول يبحث باستمرار عن الحقّ والعلم، والتطور واجتياز الصعاب
: وأما الثاني فيبحث عن المتعة، والتسلية ويهزأ من المسؤولية ويعيش في الأوهام… وأحلام اليقظة…

____ أولادنا____
وهكذا: علينا أن نكتشف مواهب أولادنا ونساعدهم على تنميتها…
: وفي أوقات الصّعاب نخطط معهم ونراعي قدراتهم وميولهم
: ولا نخطط عنهم…

___إدارة القلوب____
: ليس المقصود بإدارة القلوب توجيه العواطف والاهواء واللّهو في الفراغ…
: ولكن إذا كان عقل القلب عميقًا تملاؤه السكينة وإحساسه صافيًا فهذا القلب نسعى لإمتلاكه…
: تلك المُضغة إذا صلحت صلح الجسم كله…وإذا ساءت … ساء تفكّر المرء وأعماله…
• أما القلوب المـُغلقة : عليها غشاوة مسؤوليتنا
رعاية هذا القلب وتوجيهه…
ولا يجوز أن يكون ضعيفًا فلا يصح أن يكون فكرنا ضيقًا ونقفل قلبنا عن الشعور بمظالم الناس

_____ الجنة _____
: أقصر الطرق الى الجنة من ينام مطمئن في صفاء القلب…
هذا يصوم وذاك يُصلي وهم مُصابون بضعف الشخصية…
: وكم من غبي القلب وهو يحمل أعلى الشهادات يُعاني من وهن في القلب والخوف من المواجهة:
: فإذا كان القلب مملوءًا بالعزة والقوة المطلقة التي يستمدها من الخالق، وإن كان هزيل البدن تجده يُلقي
الرعب في قلوب الأعداء…
• اخبرنا الرسول صلعم أنه سوف يأتي زمن يعبث بنا أسخف خلق الله: مثل الطفل الذي يلهو بلعبة فيكسرها ثم يدوس فوقها…
• وهكذا أصبح يحكمنا أشرار خلق الله فصرنا بنظرهم “ذبابة”…
• أي رئيس يقرّر إبادة
اي شعب بكامله، يجتاح بلادنا كأنه يأكل قطعة حلوى…
: وهو يعلم قلوب الخونه المتخاذلة الوهنة، فلا يقيم لنا وزنًا…
: إن قسوة القلوب تعود شرًا على أصحابها وعلى من حولها.

____ قولة الحق____
•إن مرضى الإستعلاء والكبر وحالة التزبزب
تجعلهم لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة
: فلا يعرفهم الإطباء الجراحون
•إن فقدان الثقة بالنفس والتنازل عن قولة الحق والوهن مذلة…
: فإذا طأطأ القلب طأطأ الرأس…
: كم من أناس جبنوا عن قولة الحق وهم يمتلكون العلم والمال والجاه…

_الصحّة السلوكية للقلب_
: جميل أن يكون لنا أطباء قلوب نرجع اليهم لنقوي قلوبنا في مواجهة الباطل بالحق…
: إن أمراض القلوب البدنية لا تُعدي…
• ولكن أمراض القلوب النفسية وبائية مُعدية فانظر من تخالل…
واقصد مجالس أصفياء القلوب السلوكية
واستشر طبيب القلوب كما تستشير طبيب الصّحة القلبية…
: في القديم كانت المشايخ واحدًا يعتني بتعليم الطالب
العلوم الوضعية، وشيخًا آخر مُرشدًا في طب القلوب السلوكي، جميل أن يكون لنا أطباء قلوب نرجع اليهم لنقوي قلوبنا…

____ الإمام الغزاليّ___
ظلّ الإمام الغزالي يكنس المسجد الأقصى عشر سنين ولا أحد يعرفه…
: أرأيتم كيف تعالج القلوب؟

____ الإيمان قوة____
• “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”
: إن قوله “لا اله الا الله” تجمع شتاة النفس وتجعلها تتحد في قلب قوي لا يهاب الا الله…
•فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
: إن هذا الحبل الخفي هو امداد دائم بين المؤمن وربه بحيث لا يراه ولا يتقوّى به ولا يُدركه ولا يحسه إلا المؤمن…

_بين العلم والذوقيات_
•إن رواد الفضاء سيأكلون فضلاتهم في المستقبل القريب كيف …ولماذا…
: إن كل كلغ من الطعام يصحبه رائد الفضاء الى المركبة كلفته عشرون الف “دولار أميركي”…
: فكلما كانت الرحلة الى الفضاء أطول تحتاج كلفة أكثر للطعام…
كذلك يحتاج الى توسعة للمركبة أكبر…
: لذا فكروا في إعادة تدوير الفضلات التي تخرج من رواد الفضاء كيف…
: العمليه تتم بأن يضيفوا بعض “جزئيات” من أنواع “الميكروبات” على هذه “الفضلات”…
: فتتحول طعامًا سائغًا… بل وطعمه حلو… أيضًا أجروا تجارب على تدوير “البول” وتحويله الى ماء صالح للشرب…

____ العلم مُجرد____
: وهنا ظهر دور العلم…
: فهو لا يقف خلف العقبات…
. ولا يعرف حلالًا أو حرامًا…
: بل يسعى دائمًا لايجاد الحلول
: ولكن إذا العلم أجاز إعادة تدوير البول وفضلات الإنسان…
: ترى ما رأي الأديان في ذلك…
وهل النفس البشرية تتقبل …إعادة تدوير “البول”
الى أن يُصبح ماءً صالحًا للشرب وكذلك “الفضلات”… تُصبح طعامًا…
: ترى ما هي مشاعر رائد الفضاء حين يعالج هذه الفضلات بيده في مركبة الفضاء ثمّ يأكلها ويشربها…
: أم في كثرة العلم قُتلت الأحاسيس وفُقدت المشاعر الذوقية…
والمستقبلات النفسية…
: فأصبحت الأمور مجرد حسابات مادية ورقمية… ليس إلا…