ضيّع في الأوهام

_____ ضيّع في الأوهام _____
•ما علاقة الإدمان على مواقع التّواصل الاجتماعي، عبر الشبكة الفضائية، والأجهزة الرّقمية، والإبحار الفضائي: المهدءات والكآبة، والمخدرات والانتحار…
لدى مُختلف المراحل العُمرية…
وأهمّها: الشباب والفِتية…
___ العالم الافتراضي ___
•أما العالم الإفتراضي…
أو الوهمي، الّذي يعيشه هذا الجيل، بمختلف فئاته العُمرية، أو تفاوت مراحله التعليمية…
: فهو كارثة مدمّرة للصحّة البدنية، والسلامة النفسية، والمُحصلة الذهنية، والقدرات العقلية، وضياع الوقت…
وقد ذكرت هذه الأضرار بالتفصيل في : كتاب “تعولمنا فما تعلمنا”: وكتاب: إعادة بناء شخصية الإنسان”.
•وأما الشباب الّذي تخرّج من الجامعات، أو غيره ممن لم يُكمل تعليمه، ولا يجد فرصة عمل تتناسب مع مستواه العلمي، أو الفكري، أو الاجتماعي، يشعر بضياع، وإحباط، وهزيمة بالمقارنة: بين ما يراه من بزخ، وإسراف، وترف، لدى رجال الأعمال… والناجحون، في المجتمع…
: الذين يظهرون عبر وسائل الإعلام، أو الإعلان…
: أو التواصل الاجتماعي، والعالم الافتراضي: وبين واقعه؟؟؟
: بينما الشباب يعيش في غيبوبة، أو غياب التوجيه، والتربية الانمائية، والتوعية من قبل الأهل أو المربين…
على أن هؤلاء الأثرياء والناجحون… الذين يظهروا على الشاشات الكبيرة… أو الصغيرة…
ما هم في البداية، إلا كانوا مثلهم ولكنهم “مكافحون، ومناضلون، ومجاهدون، وصابرون، ودائبون، ومتحملون، ومثابرون،
قبل أن يصبحوا: تجارًا ناجحين…
أو علماء متفوقين…
أو عظماء مكتشفين…
: فكم وكم من المحاولات الفاشلة تخطون…
: ولكن الشباب والأولاد والفتية الذين يعيشون، في داخل شرنقة الأجهزة الرقمية، مع امتداد مساحتها، إلى أن وسعت الكون…
بالرغم من كل هذا الفلتان والتسيّب
: فإن الشباب يعيش داخل شرنقة الأوهام، والألحاح النفسي… في طلب مثل هذه الحياة: السهلة المبهرجة، الرغدة، والبراقة…
الّتي يراها داخل عالمه الوهمي…
: بهمسة أو بكبسة، أو بلمسة محمول…
: ساعتها يصاب بإحباط…
وخيبة أمل: بين ما يراه…
: وبين الواقع الّذي يعيشه…
: فيشعر بكآبة، وربما يلجأ إلى المخدرات، وفي نهاية الأمر: يكون الانتحار أو الموت المبكر…

_____ فقد الصبر_____
•قصّة واقعية حصلت في الأردن
: هناك شقيقتان ثريتان، من سيدات الأعمال الناجحات، فحين تعرضتا لأزمة مالية، أصيبتا “بالكآبة”، ومن ثم لجأتا إلى “المخدرات”
: وفي النهاية انتحرتا…
: لقد فقد الصبر والمثابرة… والاحتمال لدى هذا الجيل… إلا من رحم ربي…
: فهو يريد الوصول لغايته، بسرعة الحياة الوهمية، الّتي يعيشها داخل الأجهزة الرقمية…
فإذا ما صادفه فشل، أو عائق أصيب “بالكآبة”، ولجأ إلى “المخدرات”…
__الشباب مخزون استرتيجي__
•أمس ظهر عبر وسيلة إعلامية:
رجل “لبناني” هاجر إلى “أميركا”، فطلب منه “المحاور” أن يُحدثه عن تجاربه الّتي مرّ بها قبل أن يصل إلى هذه النتيجة المثمرة وهذا التفوق…

_____ أركان النجاح_____
: فتابع حديثه رجل الأعمال
: من أهم قواعد النجاح وأول أسبابه
: هو الفشل…
فدهش “المحاور” متسائلاُ
: تقول الفشل؟؟؟
” فأجاب رجل الأعمال
: أجل إن النجاح يولد من الفشل…
: حيث المثابرة، وتغيير الخطط، وتكرار المحاولات، وطرق الأبواب من حولنا… دون يأس أو تردّد…

_____ الهدف والرؤى_____
ثم قال: والجزيل بالذكر أن يكون لدينا هدف نسعى إليه… ورؤى وتصور لمستقبلنا…
•وأن نُحب عملنا: أي عمل في البداية…
:وإن كان متواضعاً…
•ونكوّن فريق عمل
•ونفيد غيرنا ماديًا ولا نستأثر بالربح وحدنا…
•ونتبع أحلامنا ولا نظن أن هناك شيء مستحيل…
•أما الصبر والمثابرة فحدث ولا حرج…
ولا نظن هناك شيء مستحيل… مهم جدًا
: التثقيف الذاتي، والقيام بدورات تعليمية، بحسب ما يحتاجه عملنا وميولنا…
•وقراءة قصص الناجحين…
ويسترسل رجل الأعمال في حديثه
: فلنعلم جميعًا أن النجاح نتاج صدمات كثيرة…
وأزمات كبيرة، ومحاولات لا تنتهي…
: فإذا كانت البداية في عمل متواضع: فهذا لا يُخجل…
ولا يُحط من كرامة الانسان.
: ولكن بشرط: لا نظل طوال العمر، داخل هذا المستوى من العمل…
بل نجعله سلمًا نقف فوقه، ونرقى إلى أعلى…
يومًا بعد يوم…”

_____ إشراقات_____
: فأما أصحاب الفنادق الكبيرة، بدؤوا حياتهم العملية
: بغسل الصحون…
“واكبر مثل على ذلك الدكتور
: “ابراهيم الفقي” أستاذ التنمية البشرية المعاصر رحمه الله”

_____ بغير زاد _____
وأما العالم المصري “أحمد زويل” الحاصل على جائزة “نوبل”
فقد ذكرت ملامح عن سيرته الذاتية… وبعض إنجازاته وإكتشافاته العلمية في أكثر كتبي…
•”وهو من مواليد 1948م توفي في 2016م رحمه الله”
ولكني اليوم سوف أشير إلى نقطتين فقط:
: الاولى هي: الحالة الّتي كان عليها يوم هاجر إلى “أميركا”
وهو لا يملك سوى شهادة “الماجستير”
فركب سفينة” لشحن البضائع”
وإتخذ لنفسه عملاً فيها…
بدل ثمن “تذكرة” السفر إلى “أميركا”…
” فسرى به “الفُلك” بغير زاد”
حاملاً أهدافًا نبيلة… وأحلامًا جميلة… وثقة بالله أولاً ثم بالنفس لا تنتهي…
•أما الملمح الثاني:
فهو: عودة “العالم “احمد زويل” على أرقى صورة مشرقة…
إلى بلده “مصر” بعد كفاح سنوات وهو
: الحاصل على “جائزة نوبل” عن اكتشاف” المساحة الزمنية بين “انفصال واتصال الذرة” “وهي الفانتو ثانية” وهو المصنف من أعظم علماء عالمنا المعاصر…
بل تفوق على “نيوتن” الانكليزي…
وعلى كثير من علماء أجانب معاصرين…
وهو أصغر عالم يحصل على مثل هذه الجائزة… رحمه الله…
____ولوج المسافرين_____
•أما الشاعر “فاروق جويدة” من مواليد 1947م…
: كان طالبًا جامعيًا في حقبة الستينات…
: في ذلك الوقت تألق الشاعر “نزار قباني” في أوج شهرته وانتشاره…
إلى أن قارب ثمن ديوانه الشعري ستة جنيهات مصرية” فمن المتعذر على الطالب اقتنائه… نظرًا لغلو ثمنه…
حيث كان راتب الموظف وقتها ما بين عشرين وثلاثين “جنيهاً مصريًا” في الشهر…
: فلم يتمكّن “فاروق جويدة” إلا من شراء جريدة بخمسة قروش”…
: لتكون مدخلاً يوميًا للولوج أمام الكتب المعروضة…
: فيقرأ ما تيسر له من دواوين “نزار قباني”…
وظل على ذلك الحال إلى أن قرأ معظم أشعاره وغيرها من الكتب على هذا النحو…
: “فإن الاختراعات والتحايل أولاد الحاجة”…
: إلى أن تخرّج من “الجامعة وأصبح شاعرًا مرموقًا… وإعلاميًا ناجحًا يُشرف على الصفحة الثقافية في “جريدة الاهرام المصرية”
: التي ضمت عمالقة الفكر والنهضة الأدبية آنذاك…
: وكان لديه حلم كتابة مسرحية تحكي: قصّة الوزير والشاعر “ابن زيدون” مع “الولادة بنت الأمير المستكفي بالله الأموي” وما دار بينهما في بلاد “الأندلس”…
: فامتطى فُلك يشبه السفينة الّتي سافر عليها “أحمد وزيل”…
في رحلته الأولى إلى “أميركا”…
: وامخرت الباخرة التي تًقل “فاروق جويدة” في “مضيق جبل طارق”…
: فأخذت أحداث التاريخ “الأندلسي” تمر على صفحة الماء كشريط سينمائي”
: يعرض حضارة المسلمين والعرب آنذاك واتساع معارفهم…
: وكيف صعد القائد المسلم “طارق إبن زياد” إلى الجبل الذي سمي بعد ذلك باسمه…
إذ كان في صعوده هذا
: حصارًا لجيش “الاسبان” وانتصارًا ساحقًا “للمسليمن والعرب”…
: بالرغم من تفوق جيش العدو عُدّة وعتادًا…
: وظل طارق ابن زياد قائدًا من عام 711م – لغاية – 718م
: فازدهرت “الأندلس”…
: وكانت الاختراعات والاكتشافات والعلوم والعمران تسود جميع البلاد في صقلية، وغرناطة، وطليطلة، وقرطبة، وطنجة…
: فدام حكم المسلمين والعرب ثمانية قرون في الأندلس…
: بعد ذلك أخذ الأجانب التقدم العمراني والعلوم عن الحضارة الاسلامية عن طريق “الأندلس” إلى “الغرب”…
: فانعطفت السفينة التي تُقل “فاروق جويدة” الى رجوع القهقرة…
: ودارت الأيام…
: حيث أصبحت بلاد “الأندلس” إربًا ودويلات…
: وعلى رأس كل مدينة أمير غارق في اللهو، والبزخ… والجواري، والقيان، وأنانية السلطة…
: إلى أن هاجمهم “الإسبان” وأخذوا “دويلة” بعد أختها…
: بسهولة يسيرة… ومقاومة لا تذكر…
: وكان آخر أمرائها يبكي وهو يسلم مفاتيح الإمارة إلى القائد الإسباني…
: فقالت له أمه مقولتها الشهيرة
: “إبكي كالنساء لأنك لم تحافظ على ملكك كالرجال”…
: فاستفاق الشاعر “فاروق جويدة”…
: على جلجلة الزلزال الذي اصاب المسلمين والعرب…
: في هزيمة لم يعرفوا مثلها في التاريخ…
: وصراخ المعذبون في سجون الإسبان…
بعد أن تحولت معظم مساجدهم إلى كنائس…
فترجرجت المرئيات… وإختفت الاحداث التي كانت تعرض في وجدان… “فاروق جويدة” وهو
: مُلح على كتابة المسرحية التي تحكي قصة “الوزير العاشق”…
: مع الولادة بنت المستكفي بالله” في الأندلس بما تحمله
: من حضارة سادت… ثم بادت…
: حيث تدور حبكتها وحوارها حول سؤال…
: لمن الغلبة…
للحق أم للقوة…
للحكمة أم للسلطة…

___فُتح الستار____
: أميرة هيفاء تتبختر بدلال وخيلاء…
بوجه كنقاء الثلج…
توزع النظرات بعينين زرقاويين…
: كأنهما موج بحر هائج…
وشعر يتدلى كشلال من ماء الذهب الأصهب ينسدل على كتفيها متناثرًا…
: وهي تلتف حول نفسها…
وبقدٍ ميّاس تتلوى…
: داخل بردتها الارجوانية…
: تردد معاني مطرزة على طرف “ثوبها” بخيوط الذهب الخالص… قائلة
: أنا والله أصلح للمعالي…
,امشي مشيتي وأتوه تيهًا
أمكن عاشقي من صحن خدي…
وأعطي قبلتي من يشتهيها..
: ها هي “الولادة” الحسناء ورثت جمالها عن أمها الجارية “الإيطالية” لدى “الأمير الأموي”
: “المستكفي بالله” آخر أمراء الدولة “الأموية”
: وقد جعلت قصر الخلافة في “قرطبة” منتدى أدبي بعد وفاة أبيها…
: فاجتمع لها العلماء، والشعراء، والأدباء وفقهاء القوم والنخبة…
: فتعرفت على الوزير والشاعر “ابن زيدون” ودارت بينهما قصّة جبّ شهيرة…
: فترت حين مال “ابن زيدون” إلى “جارية سوداء”…
كانت بارعة في الغناء تملكها الأميرة “الولادة” بنت “الأمير المستكفي بالله”
: التي كانت تتنقل بغدوِ… ورواح… في فسحة قصرها والجمع مأخوذ بجمالها وفصاحتها…
وهي تعاتب الوزير ابن زيدون قائلة:
: “لو كنت تُنصف في الهوى ما بيننا لم تهوى جاريتي ولم تتخيرُ وتركت غصنًا مثمرًا بجماله وجنحت للغصن الذي لا يُثمر
لكن ذهبت بشكوتي للمشتري”
: فأجابها الشاعر الوزير “ابن زيدون المخزومي”
وهو من أسرة فقهاء “قرطبة” قائلاً
: أضحى التنائي بديلاً من تداينا وناب عن طيب رؤيانا تجافينا بكم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوقًا إليكم وما جفت مآقينا
: إلا أن “الولادة” لم تأبه… به فألقت شباكها على رجل
: قليل الذكاء… واسع الترف…
: هو الوزير “عامر بن عبدون” وماتت الولادة بنت المستكفي بالله ولم تتزوج…
سنة 1091م وهي من مواليد 994م…
فأسدل الستار
: وجال فاروق جويدة بهذه المسرحية معظم البلاد العربية فنالت نجاحًا واسعًا…