التَّغّلُّبُ عَلَى الأَلَمِ
___ التَّغّلُّبُ عَلَى الأَلَمِ _____
أَثْبَتَتِ الأَبْحَاثُ إِمْكَانِيَّةَ التَّغَلُّبِ عَلَى الشُّعُورِ بِالأَلَمِ.
كَيْفَ ؟: حِينَ يُرْسِلُ عَصَبُ الإِحْسَاسِ إِشَارَةً إلَى الدِّمَاغِ، يُتَرْجِمُهَا وَيُعَمِّمُ المَعْلُومَةَ عَلَى الجِسْمِ كُلِّهِ.
فَإِذَا اسْتَقْبَلَتْهَا النَّفْسُ بِالخَوْفِ يَبْدًأُ الجِسْمُ بِإِفْرَازَاتِ الخَوْفِ وَالشُّعُورِ بِالأَلَمِ.
أَمَّا إِذَا اسْتَقْبَلَتْهَا النَّفْسَ بِإِيجَابِيَّةٍ، وَقَاوَمَتِ الإِشَارَةَ بِالرَّفْضِ وَإِنْكَارِ الأَلَمِ تُبَرْمِجُ البَدَنَ عَلَى ذَلِكَ فَيَخُفُّ الشُّعُورُ بِالأَلَمِ.
_العَقْلُ البِدَائِيُّ وَالعَقْلُ المُتَطَوِّرُ_
الَّذِي يُحَلِّلُ وَيُفَكِّرُ هُوَ العَقْلُ الوَاعِي وَلَيْسَ رَدَّةَ فِعْلٍ فَقَطْ.
كُلُّ شَيْءٍ فِي بَدَنِكَ لَهُ عَقْلٌ، فَالضَّغْطُ عَلَى يَدِكَ، غَيْرُ الضَّغْطِ عَلَى عَيْنِكَ تَخْتَلِفُ الخُطُورَةُ.
___ عَقْلُ الإِنْسَانِ مُتَطَوِّرٌ __
القِطَّةُ تَقُومُ بِنَفْسِ الأَفْعَالِ مُنْذُ أَلْفِ سَنَةٍ…
بَيْنَمَا لَوْ وَضَعْتَ قِطْعَةَ شُوكُولاتَةٍ فِي مَكَانٍ عَالٍ، تَجِدُ الطِّفْلَ يَبْتَكِرُ أَلْفَ وَسِيلَةٍ لِلْوصُولِ إِلَيْهَا…
“وَأَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعِدُوا نِعْمَةَ اللهِ لا تَحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ ظَلُومٌ كَفَّارٌ – سُورَةُ ابْرَاهِيمَ 34”.
هَذَا يَعْنِي أنَّ لَدَيْكَ كَلَّ شَيْءٍ وَلا تَسْتَطِيعُ الإِحَاطَةَ بِنِعَمِ اللهِ…
__التَّفْسِيرُ السَّلْبِيُّ وَالتَّفْسِيرُ الإِيجَابِيُّ __
إِذَا الطِّفْلُ قَامَ بِفِعْلٍ مَا… العَقْلُ البَسِيطُ يَقُولُ: هَذَا الوَلَدُ عِفْرِيتٌ وَمُخَرِّبٌ…
أَمَّا العَقْلُ المُتَطَوِّرُ فَيَقُولُ: إِبْنِي مُبْدِعٌ، إِبْنِي مُخْتَرِعٌ…
إِخْتَلَفَ التَّفْسِيرُ وَالفِعْلُ وَاحِدٌ…
__ إِعْطِ الأَسْمَاءَ حَقِيقَتَهَا __
إِذَا تَعَرَّضَتْ سَيَّارَةٌ لِصَدْمَةٍ؟
وَاحِدٌ يَقُولُ: خَسِرْنَا ثَمَنَ السَّيَّارَةِ.
ثَانٍ يَقُولُ: نَحْنُ بِخَيْرٍ، الحَمْدُ للهِ
ثَالَتٌ يَقُولُ: عَيْنٌ أَصَابَتْنَا.
إذَنْ، العَقْلُ هُوَ الَّذِي يُسَمِّي الأَسْمَاءَ المُخْتَلِفَةَ… وَالحَدَثُ وَاحِدٌ
وَلا يُوجَدُ شَيْءٌ ضَاغِطٌ إلاَّ إِذَا أَنْتَ سَمَّيْتَهُ ضَاغِطًا.
___بِإمْكَانِكَ السُّهُولَةُ وَاليُسْرُ__
بِإمْكَانِكَ التَّيْسِيرُ وَالتَّخْفِيفُ، لا يُوجَدُ شَيْءٌ مُسْتَحِيلٌ إِلاَّ إِذَا سَمَّيْتَهُ صَعْبًا، فَيِشْتِغِلُ بَرْنَامَجُ الصُّعُوبَةِ يقفل العَقْلَ وَالحُلُولَ وَالاسْتِنْبَاطَ
مَنْ عَرَفَ أَنَّ خَالِقَ الكَوْنِ لا يَخْلًقُ شَيْئًا إِلاَّ وَمَعَهُ حَلَّهُ: يَرَى الأُمُورَ سَهْلَةً.
_____ سِرٌّ كَبِيرٌ _____
سِرٌّ كَبِيرٌ وَ هوَ نَفْسُكَ مِثْلُ الَّذِي يَلْعَبُ بِلُعْبَةٍ تَكُونُ صَعْبَةً… يَسْتَمْتِعُ بِالسَّعْيِ إِلَى حَلِّهَا.
الحَيَاةُ لُعْبَةٌ مِثْلُ “الحَاسُوبِ” الفَرْقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الحَيَاةِ الحِسُّ فَقَطْ…
المُهِمُّ أَنْ تَحْصَلَ عَلَى دَرَجَاتٍ عَالِيَةٍ فِي لُعْبَةِ الحَيَاةِ.
___مَعْلُومَاتٌ للتَّفْسِيرِ____
العَقْلُ يَشْتَغِلُ عَلَى المَعْلُومَاتِ وَيُرْسِلُهَا للتَّفْسِيرِ: إِمَّا سَلْبًا وَإِمَّا إِيجَابا.. بِحَسَبِ نَظْرَتِكَ لِلأُمُورِ.
وَيَبْدَأُ بِفَرْزِ الإِفْرَازَاتِ اللاَّزِمَةِ كَمَا يُسَمِّي الشَّيْءَ بِهِ… وَيُبَرْمِجُ العَقْلُ تِلْقَائِيًّا سَلْبِيًّا أوْ إِيجَابِيًّا.
وَهَكَذَا تُسَجَّلُ المَعْلُومَاتُ فِي نُفُوسِنَا وَعُقُولِنَا تُتَرْجِمُهَا سَلُوكِيَّاتُنَا …
____ كَيْفَ تُغَيِّرُهَا _____
كَيْفَ يَجِبْ عَلَيْنَا تَغْيِيرَهَا ؟
مَبْدَأُ “اليَوْمَ وَلَيْسَ غدًا”
__ يَتَكَاسَلُ العَقْلُ بِإِرَادَتِنَا__
أَنَا مَضْغٌوطٌ… أَنَا مَضْغُوطٌ… أَنَا مَشْغُولٌ… فَيُتَرْجِمُهَا عَقْلُكَ حَتَّى فِي وَقْتِ الفَرَاغِ. لا تَشْعُرُ بِالإسْتِرْخَاءِ وَتَحُسُّ أَنَّكَ مَضْغُوطٌ.
_____الحَيَاةُ لُعْبَةٌ_____
“إعْلَمُوا أَنَّ الحَيَاةَ الدُّنْيَا لَعبٌ وَلَهْوٌ “وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُم وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ – سُورَةُ الحَدِيدِ، 20″
”حَدِيثُ عشْ فِي الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبُ العَادَاتِ”
__ العَقْلُ يُسَجِّلُ مُنْذُ
الخَطَوَاتِ الأولَى _
ثُمَّ تُصْبِحُ عَادَةً، ثَمَّ تُصْبِحُ قُوَّةً سُلُوكِيَّةً عِنْدَكَ…
الضَغْطُ النَّفْسِيُّ حِمْلٌ عَلَيْكُ، إِذَنْ عَلَيْكَ أَنْ تُوَاجِهَهُ كَأَنَّهُ لُعْبَةٌ…فَكُلُّ لُعْبَةٍ لَهَا مَخْرَجٌ…
___صَانِعُ الكَوْنِ _____
رَبُّنَا خَالِقُ الكَوْنِ، لا بُدَّ أَنْ يَجْعَلَ مَخْرَجًا لَهُ، وَلَنْ تَصِلَ إِلاَّ إِذَا اقْتَنَعْتَ أَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَتَبْذُلَ جُهْدًا لِتَصِلَ إِلَيْهِ
لا تَنْتَظِرِ الخَطَوَاتَ الّتِي سَيَفْعَلُهَا غَيْرُكَ… فَهَذَا فِعْلُ العَقْلِ البِدَائِي
أَنْتَ فِي يُسْرٍ غَصْبًا عَنْكَ.
إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسرًا إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا “. “آية 5-6 سُورَةُ الشَّرْحٍ”
___مِنْ أَجْلِ الآخَرِينَ ___
الإفْرَاطُ فِي العَادَاتِ وَالمَوْرُوثَاتِ:
مَنْ يَضْغَطُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ أَجْلِ الآخَرِينَ… يَأْخُذُونَ مِنْهُ كَلَّ شَيْءٍ…
وَيَوْمَ يَحْتَاجُهُمْ لَن يَجِدْهُمْ…لأَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ فَقَطْ…
عِنْدَمَا تُثّقِّفُ نَفْسَكَ…تُدْرِكُ حَجْمَ أَخْطَائِكَ…
_أَيْنَ مَوْقِعُكَ مِنْ هَذِهِ المَبَادِئ؟_
1 – مَبْدَأُ : أَنَا وَأَنْتَ تَعَادُلُ ؟
2- مَبْدَأُ: أَنَا فَقَطْ وَلَيْسَ مُهِمًّا أَنْتَ ؟ هَذَا أَنَانِيٌّ.
3- مَبْدَأُ : أَنْتَ بِدُونِ أَنَا هَذَا مُضحٍّ ؟
النَّاسُ تَرَاكَ كَمَا تَرَى أَنْتَ نَفْسَكَ فَخُذْ مَكَانًا يَلِيق بِكَ.
“فَلَمَّا تَرَاءَى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرِكُونَ 61 – قَالَ كَلاَّ
إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيُهْدِيَنَّ 62– سورة الشعراء”.
أَمَّا الَّذِي يَسْتَمِدُّ ثِقَتَهُ مِنَ الآخَرِينَ… هُوَ أَكْثَرُ إنْسَان مَذْلُول…
___أرَاعِي رَبَّنَا فَقَطْ___
مِنَ الَّدينَ إِذَا جَاءَكَ ضَيْفٌ بِدُونِ إِذْنٍ سَابِقِ…
اكتب تعليقُا