أنَا..؟ الْأَنَا؟… مَنْ أَنَا…؟
أَتَعْلَّمُ وَأُعَلِّمُ… أَسْأَلُ وَأُسْألُ…؟
وَعُمْرِي يَمُـرُّ أَبْحَثُ عَنْ أَهَمِّ سُؤَالٍ: مَنْ أَنَـا…؟
هَلْ أَنَا أَفْكَارِي..؟ مَلِكَاتـِي…؟ عِلَاقَاتِـي…؟ شَكْلِي..؟ تَأْثِيرِي..؟ أَبْحَثُ وَأَكْتَشِفُ كُلَّ مَا يَـمُرُّ أَمَامِي وَكُلَّ مَا أَظُنُّهُ هُوَ: الْأنَا الْوَهْمِيَّةُ…
بَعْدَهَا إِكْتَشَفْتُ الرُّوحَ فِي مَشَاعِرِي تَعُودُ إِلـَيَّ… وَالسَّعَادَةُ بَدَتْ عَلَيَّ…
الْمُحْزِنُ: يُولَدُونَ… وَيَمُوتُونَ دُونَ أَنْ يَشْعُرُوا أَنَّ هُنَاكَ ذَاتٌ حَقِيقِيَّةٌ… وَذَاتٌ وَهْمِيَّةٌ.
نُولَدُ بِفِطْرَةٍ سَوِيَّةٍ… كُلُّ حَوَاسِنَا مُوَجَّهَةٌ لِلْخَارِجِ… نَتَعَرَّفُ عَلَى غَيْرِنَا وَنَجْمَعُ صُوَرًا ذِهْنِيَّةً… وَكُلُّهَا مِنْ صُنْعِ أَفْكَارِنَا…
الذَّاتُ الْوَهْمِيَّةُ تَكَوَّنَتْ مُبْكِرًا… هَلْ هَيَ أَنَا…؟
أَمْ أَنَّ هُنَاكَ ذَاتٌ لَا أَعْرِفُهَا..؟
: الْحَقِيقَةُ الّتِي تَحْمِلُ النَّفْحَةَ الرَّبَّانِيَّةَ الْأولَى كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ:
“وَنَفَختُ فيهِ مِنْ رُوحِي”
هُنَاكَ صُورَةٌ حَقِيقِيَّةٌ مَغْمُورَةٌ فِي أَعْمَاقِنَا مَنْسِيَّةٌ…
كَم سَأَلْتُ نَفْسِي وَأَنَا طِفْلٌ، مَنْ أَنَا..؟ نَعِيشُ مَعَ الْمَرْئِيِّ وَنُهْمِلُ ذَوَاتِنَا الْحَقِيقِيَّةَ.
نَحْنُ نَعِيشُ مَعَ الْأنَا فِي ذُهْنِيَّةٍ وَهْمِيَّةٍ… لَا نُدْرِكُ ضَعْفَهَا وَهَشَاشَتَهَا… عَلَى أَمَلِ أَنْ تَأْتِيَ ذَاتٌ أُخْرَى… فَنَخْتَبِئُ وَرَاءَهَا…
وَهُنَا تُكْشَفُ كَلُّ أَمْرَاضِ الإِنْسَانِ.
مَنْ أَنَا..؟ قَدْ لَا أَكُونُ مَنْ أَنَا..؟ أَنَا..؟
لَيْسَتْ مُمْتَلَكَاتِي وَلَا تَعْلِيمِي، وَلَا شَكْلِي الْخَارِجِيّ قَدْ لَا نُصَدِّقُهُ ، أَنَا وَأَنْتَ وَلَكِنْ…
سَوْفَ نُدْرِكُ عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ… نُدْرِكُ أَنَا الّتِي رَأَيْتُهَا:
“لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ جَدِيدٌ”.
“السُّورَةُ ص – 22 – 2”
عَلَيْكَ أَنْ تَمُوتَ… قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ… لِتَصِلَ إِلَى الْحَقِيقَةِ…
الصَّلَاةُ خَمْسُ مَرَّاتٍ أَخْرَجْنَا فِيهَا الأَنَا… وَأَدْرَكْنَا جُلَّ الأَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ مَصْدَرُهَا الأَنَا…
هَذِهِ الأَنَا عِنْدَ “إِبْلِيسَ” تَتَضَخَّمُ حَيْثُ قَالَ لِرَبِّهِ:
“قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ. “سورة ص -76”
هَكَذَا كَانَتِ الأَنَا عِنْدَ “إِبْلِيسَ” لَحْظَةَ خَلَقَهُ اللهُ مِنْ نَارٍ وَخَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ طِينٍ.
أَمَّا “فِرْعَوْنُ” فَوَصَلَتْ بِهِ الأَنَا إِلَى الإدِّعَاءِ بِالْألُوهِيَّةِ حَيْثُ قَالَ لِقَوْمِهِ:
“فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى”.
“سَورَةُ النّازِعَات – 24”
أمَّا “قَارُونُ”، أَكْبَرُ ثَرِيٍّ فِي زَمَانِهِ… فَكَانَتْ الْأَنَا عِنْدَهُ هِيَ كَلُّ شَيْءٍ…
”قَالَ إِنَّمَا أُتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي
أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا”. “سُورَةُ القَصَصِ – 78”
أَمَا صَاحِبُ الْحَدَائِقِ الْغَنَّاءِ ظَنَّهَا سَتُخَلِدْ بِالْأَنَا الْمُتَضَخِّمَةِ لَدَيْهِ، فَقَالَ:
“وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لَنَفْسِهِ
قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ أَبَدًا”
“سُورَةُ الكَهْفِ – 35”
وَكُلَّمَا بَحَثْنَا أَدْرَكْنَا أَنَّنَا جِزْءٌ مِنَ الْكَوْنِ…
الْأَنَا: حُبُّ كَلِّ مَنْ حَوْلَنَا وَالْغَيْرَ بِحُبِّنَا…
كَلُّ أَمْرَاضِ الْقَلْبِ سَبَبُهَا الْأَنَا…
“إنَّا خلقناكم مِنْ نَفْسٍ وَاحدة”
إرْتِبَاطُ مَصَالِحِنَا بِبَعْضِنَا ارْتِبَاطٌ رَبَّانِيٍّ… عَلَيْنَا أَن نُدْرِكَهُ…
الْحَقِيقَةُ هِيَ أَنْ أُرَاقِبَ الْأَنَا فِيَّ: لِنَتَحَرَّرَ مِنَ الْقَلَقِ وَالْحِيرَةِ فِي تَعْرِيفِ الذَّاتِ… بَعْدَ أَنْ ذُقْنَا مَرَارَتِهَا…
: مِنْ قتلٍ، وَدَمَارٍ، إنَّهَا آلِةُ الْفَتْكِ…
نَحْتَاجُ ثَوْرَةً… إِنَّهَا ثَوْرَةٌ لإسْتِردَادِ وَعْيْنَا… إِنَّهَا غَايَتُكَ وَغَايَتِي… وَسَفِينَةُ نَجَاتِكَ… وَنَجَاتِي وَنَجَاتِنَا جِمِيعًا
وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ”
“سُورَةُ الزَّارِياتِ – 21”
اكتب تعليقُا