الإعتداء والتحرّش

•كثر الكلام في هذه الأيام عبر وسائل الإعلام وغيرها عن التحرّش الجنسي على الأولاد…
•ألموضوع ليس ناتجًا عن الكبت، كما يُشاع في بلادنا…
بل ان البلاد الأجنبية المتفلتة والمتسيّبة جنسيًا،… تجد عندهم التحرّش أو الاعتداء الجنسي على الأطفال نسبته أكبر بكثير من النسبة عندنا في البلاد العربية…

___دماغ المعتدي___
•أُجري إستبيان قام به بعض علماء النفس وعلماء الاجتماع، في “أميركا” على مجموعات من مختلف الجنسيات من الّذين تحرّشوا أو اعتدوا على الأولاد، فتبيّن أن دماغهم أصغر من الحجم الطبيعي لدى الإنسان العادي…
وكلّما صغر حجم الدماغ لدى المعتدي أكثر… مال إلى التحرّش أكثر… على الأولاد…
كذلك أثبتت الأبحاث أن ألطفل الّذي يتعرّض رأسه للصدمات كثيرًا، هو عرضة ليكون “مُتحرّشًا” أو معتديًا على الأولاد جنسيًا…
وقد تكلّمنا سابقًا في كتاب: “بين هذي وتلك” عن وظائف “القشرة المخّية” في التوجيه وعن “المنطقة 17” وعلاقتها بالمعاني والسّلوك…
•إذن نحن نُدرك خطورة الصدمات الّتي تضرّ برأس الطفل في الصّغر…
وربما يُصبح معتوهًا أيضًا…
•كذلك أثبتت الأبحاث عندنا أن المعتدي هو إما خال، وإما عم، وإما جار، وإما سائق العائلة، وإما بواب العمارة، أو الخدم…
•ليس بالضرورة أن تتم العملية كاملة… ربما ملامسة أو نزع ثياب أو حضن غير بريء… ويكون الثّمن قطعة حلوى، أو دراهم، أو لعبة، وغالبًا يكون تهديدًا، وتخويف الطفل من عملٍ أو شيءٍ ما…
بحسب سن الطفل وحاجته…
يتم الترغيب او الترهيب…

___ المعتدى عليه___
•أما ألطفل المعتدى عليه فيُصاب بأعراض نفسيّة خطيرة…
: منها عدم الثّقة بالنّفس… والشّعور بالدونية… وربما يتحوّل في سن المراهقة الى ميول جنسيّة “مثلية”… وغياب المعاني الدينية…
•وربما يصبح “ساديًا” يتلذّذ بإيلام الغير… والعنف والاعتداء الجسدي على الشّريك…
•أو يصبح “مازوشيًا” بمعنى أنه يتلذّذ بتعذيب الذات والألم الجسدي حين يتلقّاه من الشّريك…
•كما وأن نسبة كبيرة ممن تعرّضوا لإعتداء جنسي في الصّغر، يصبحون مجرمين ويميلون إلى القتل المتكرّر… في الكبر…

___المعالجة___
•أولاً وأخيرًا المعالجة تتم في الوقاية والتوعية لدى الأطفال من قبل الأهل أو المربّين…
•على الوالدين والمربّين المصارحة بكل هدوء وحنية ولطف في التعامل والتحدّث مع الأولاد…
حتّى وإن لم يتعرّضوا لاعتداء…
•فمن الضرورة على الآباء، أن يقنعوا أولادهم، بأن لا أحد يجوز له أن ينزع ثيابهم… أو يلمسهم أو يحضنهم… وبأن جسدهم خاصّ بهم وحدهم وممنوع لأي أحد أن يلمسهم…
•ويسألوهم بكل حنية ورفق… هل أحد لمسك… هل أحد نزع ثيابك… هل أحد اقترب من جسمك…
•وبحسب الجواب يكون التصرّف فإذا حصل أي شيء، مهما صغر… في نظر الآباء، عليهم أن يعرضوا الطفل على طبيب نفسي… ليضع لهم خطّة سلوكية للتعامل بها مع أبنائهم…
ولا تدفنوا رؤوسكم في الرّمال كالانعام…

___حقائق كونية___
• خلق الله الكون، قائم على “قانون النسبية” و”مبدأ السببية”.
___مبدأ السببية___
في الشريعة الاسلامية
• “انا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببًا” (سورة الكهف، آية 84).
• “فاتبع سببًا”
(سورة الكهف آية 85)

__قانون النسبية___
في الشريعة الاسلامية
• “هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” (سورة الزمر، آية 9).
• “وما يستوي الأعمى والبصير” (سورة الزمر، آية 9).
• “ولا الظلمات ولا النور” (سورة فاطر، آية 20).
___تعلمنا___
• منذ 1400 سنة ميلادية، علمتنا الشريعة الاسلامية “قانون التفكير النسبي”. و”مبدأ التفكير السببي”.
• ولكن البشرية لم تتعرف على “مبدأ السببية” ولا “قانون النسبية” إلا في هذا القرن المعاصر حين اكتشفه العالم المعاصر “أينشطين” وذلك بعد ظهور “الشريعة الاسلامية” بـ1400 سنة ميلادية.
• كذلك “مبدأ السببية” لم تفهمه البشرية إلا حين ظهر عالم الفيزياء “نيوتن” وصاغ “قانون الحركة” و”قانون الجذب” و”قانون سرعة الصوت” واستخلص “مبدأ السببية” وذلك في القرن الثامن عشر ميلادي بينما الشريعة الاسلامية عرفته منذ 1400 سنة ميلادية…
• حين تعرف العالم الغربي على هاتين النظريتين اطلق على الانسانية: معرفة التفكير العلمي…
بينما الشريعة الاسلامية علمته منذ 1400 سنة ميلادية… وطبقته عمليًا وسلوكيًا…كيف؟

___التفكير البدائي___
• في السابق كان تفكير الانسان:”ماورائي” و”بدائي”
حيث كان يرجع الظواهر الطبيعية الى غضب “الآلهة” ثم بعدها: صار يرجع القدرة والقوة: للشمس بذاتها، والريح، والفيضانات الخ…
• وظل الانسان تائهًا في غيابات جهله لتفسير العوامل الطبيعية الى ان ظهر: الدين الاسلامي فعلم البشرية: بأن كل شيء في الطبيعة الكونية: يسير وفق اسباب، ومسببات، وقوانين وضعها الخالق الواحد، في نظام محكم ودقيق وجميل حتى قال عنها “أينشطين” وهو يهودي الاصل، ألماني الجنسية فوصف الكون قائلا:
• وجدت في الكون نظامًا ما بعده نظام…
• ودقة ما بعدها دقة….
• وجمالاً ما بعده جمال…
• ولكن قوله هذا جاء بعد معرفتنا نحن المسلمين بهذه “القوانين” و”المبادئ” وهذا الجمال بـ1400 سنة ميلادية…

___قانون النسبية___
عند الغرب
• قانون النسبية : لا يجوز لقانون بعينه ان يطبق في كل مكان وزمن…

__النسبية في الشريعة___
• فقد طبقتها الشريعة الاسلامية “منذ 1400 سنة ميلادية”: حين أتى الرسول “محمد عليه السلام” شاب فقال له” عظني “يا رسول الله”، فنصحه الرسول عليه السلام بأن يذهب ويحج تحت اقدام امه”.
• وجاء الرسول شاب ثاني يطلب النصح من الرسول “محمد عليه السلام” فكان نصح الرسول له:”بأن يؤدي الصلاة في مواقيتها”…
• من هنا يتبين لنا كيف تغيرت الفتوى في نفس اللحظة والمفتي واحد وهو “الرسول محمد عليه السلام”… والشابين من بيئة واحدة… وفي مرحلة عمرية متقاربة… ولكن الشاب الاول كان عاقًا لأمه… فكانت ظروفه مختلفة لذا كانت فتواه: أن يذهب ويبر امه… بحسب ما يتناسب معها.
• وأما الشاب الثاني : فكان يتكاسل في أداء الصلاة فوعظه الرسول عليه السلام أن يؤدي الصلاة في مواقيتها بحسب حاجته لنوع الموعظة.
• نحن من علم الانسانية انه لا يجوز لقانون بعينه ان يطبق في كل زمن ومكان وعلى كل انسان كائن من كان…
• ولا يوجد قانون مُطلق في الكون: سوى قدرة الله وحده سبحان الخالق…

___الشعبي والروم___
• طلب ملك الروم من أمير المؤمنين، أن يرسل له من يباحثه في الدين الاسلامي…
• فأرسل لهم امير المؤمنين: “القاضي الشعبي”.
• فسأله ملك الروم…
1- تقولون بأنكم تأكلون ولا تتغوطون في الجنة فكيف يتم ذلك…
• فرد الشعبي على سؤال الملك قائلا: إن الجنين في بطن امه يتغذى ولا يتغوط اليس كذلك…
2-فسأله الملك ثانية : تقولون بانكم تأكلون من ثمرات “الجنة” ولا تنقص كيف يتحقق ذلك…
: فقال القاضي الشعبي: الثمرات التي في الدنيا تنقص لأن ليس لها مدد… ولكن “الثمار” في الجنة كلما نقصت أمدها الله…
3-فساله ملك الروم ثالثًا: تقولون “نور الله” لا ينتهي… كيف يكون ذلك؟
:فرد القاضي الشعبي: إذا أضئت كل الشموع من شمعة واحدة ؟؟؟ هل ينقص من نورها شيء…
“في الآخرة اشرقت الأرض بنور ربها…
حيث لا شمس ولا قمر في الآخرة”…
• فشكره ملك الروم وأعطى القاضي الشعبي رسالة…
• ولما عاد القاضي الشعبي الى امير المؤمنين سلمه الرسالة من “ملك الروم”.
• فقرأها أمير المؤمنين وإذا بملك الروم يقول فيها:
“عجبت لمثلكم لم يولوا عليهم حاكمًا مثله” بقصد القاضي الشعبي.
:فقال “أمير المؤمنين” للقاضي الشعبي
:هل علمت ما بداخل الرسالة…
فرد “القاضي الشعبي” : انها مقفلة يا أمير المؤمنين… فقال له أمير المؤمنين: إقرأ ما بها فقرأها “القاضي الشعبي” وقال لأمير المؤمنين: انه لم يراك ولو رآك لما كتب ذلك…
• تأملوا معي تواضع العالم الى أي مدى وصل…
• كذلك تخيلوا معي تقدير امير المؤمنين للعلم والعلماء.
نحن في زمن “العيارين” حيث يسطون على العلم وربما يقتلون العالم…
توضيح: العيارين : قطاع الطرق وسارقي العلم من العلماء بغير حق…

___هارون الرشيد___
• في عهد الخليفة هارون الرشيد…
• كان يعطي العالم الذي يؤلف كتابًا : ذهبًا بقدر ما يزن هذا الكتاب… ويكفل له حياة رغدة حتى يتفرغ للعلم وهو مطمئن على عيشه وراحة عائلته ومستقبل اولاده